أخبار عاجلة

الأسئلة الممنوعة في “الأسمرات” .. قصة الجبل من القديس إلى الرئيس

محاسن السنوسي تفتح الملف المسكوت عنه .. أشباح العشوائيات تطارد الأهالي في الحي الجديد

“أمل الأسمرات …لاتتركونا وحدنا”

 

 

 

خطة الدولة في مواجهة الأحياء العشوائية خطة طموحة،والحياة  الكريمة حق لكل إنسان يعيش علي أرض هذا الوطن، وإهمال البسطاء من الناس لن يطول كثيرا، وحين قررالرئيس عبدالفتاح السيسي القضاء علي العشوائيات من أجل مستوي متميز للمواطن، كانت البداية مع “حي الأسمرات” بالقاهرة، واختلف البعض أيهما يسبق الأخر بناء الإنسان أم بناء المكان، وحسمت الإدارة المصرية الجدل بأن يكون البناء بالتوازي معا الإنسان والمكان..وبعد مرو عامين من انتقال سكان العشوائيات للحي الجديد مازالت أشباح الماضي والذكريات تطاردهم ..واليوم كيف تبدو الحياة لهم، وماالتغيرات الإجتماعية والنفسية والإقتصادية التي اكتسبها الناس من تغير بيئتهم بعيدا عن المشكلات الحياتية التي تطوق فرحتهم ولاتشعرهم بماهو جديد  .. إلتقينا بالسكان الجدد ومن بين جنبات “الأسمرات” نحمل رسالتهم طموحاتهم وأحلامهم وتحديات لايقوي عليها سكان الحي وحدهم، فهم بحاجة إلي من يساعدهم في تحقيق النقلة النوعية والثقافية والإجتماعية ليس إعتمادا علي جهود الدولة فحسب بل بتضافر جهود المجتمع المدني كافة والمؤسسة الدينة خاصة ..وتبقي إستغائة لناس البسطاء عنواها” لاتتركونا وحدنا في الأسمرات”

تحقيق/ محاسن السنوسي

سكان الأسمرات تعهدوا بـ” لاللمخدرات لاللعنف لاللبلطجة”

النظافة والأمن عنوان الشوارع الجديدة

“امل” أول السكان : “شقتي فضل ونعمة وأحافظ عليها والحي وفر لنا الخدمات والسلع الإستهلاكية”….وتقول لجيرانها”اصبروا وهانكون أفضل مكان في مصر”

رشا لزوجها:”غير من أسلوبك القديم نحن هنا بالأسمرات”

رضا: أعيش فرحة العمر ودنيا جديدة

أسماء:أبحث عن فرصة عمل تغير حياتي للأفضل

زينب:  “لاننكر لسه فيها حاجة حلوة”

إبراهيم:أشعر بالراحة بعيدا عن مشكلات الماضي

 

 

حين قررت الإدارة المصرية بناء دولة حديثة جاء في مقدمة الأولويات  الإهتمام بسكان العشوائيات والمناطق غير الآمنة، وإستهداف 30 ألف أسرة تحت خط الفقر يتم نقلهم إلي الأحياء الجديدة، وقع الإختيار علي منطقة المقطم وبمساحة 126 فدانا تم إقامة “حي الأسمرات” أو “كمباوند”بلغة العصر، وعلي مدار عامين إنتهت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من تسليم المرحلة الأولي والثانية وفقا للمدة الزمنية المقررة لها، وجاري تشيد المرحلة الثالثة. وتحديا في المنطقة الشرقية للعاصمة القاهرة يقع جبل المقطم بإرتفاع 14 كم وفي نهاية شارع 9 عليك بالإتجاه يمينا، لتجد في إستقبالك لافتة كتب عليها مرحبا هنا “حي الأسمرات”,وعلي الجبل الذي تحققت معجزات المصريين عليه في السابق حين ردد من أعلاه جموع المصريين الدعاء بالرحمة لمصر” بلغة قبطية “كيريالسيون” في قصة شهيرة لسمعان الخراز والخليفة المعز لدين الله الفاطمي، اليوم تتجلي قدرات المصريين بالبناء والعمران،وتحقيق بناء الإنسان والمكان معا، وقدر لنحو 15ألف أسرة الإنتقال من مناطق عشوائية إلي مناطق آمنة حيث غادرالسكان الجدد أحيائهم القديمة بكل متعلقاته في مشهد أشبه بروايات السينما، تركوا خلفهم ذكريات الطفولة والصبا، جيرانهم شوارعهم أثاث بيوتهم، لن يكونوا بحاجة إلي الماضي، فالمستقبل يفتح صفحات جديدة ويسطر كلمات بأحرف من قيم ومبادئ وثقافة مختلفة عن الماضي ..مالذي تبقي من ذكريات وماالإختلافات التي منحتها حياة الأسمرات لهؤلاء المواطنين؟؟ اقتربنا منهم وحاورناهم وحقفنا فيما تغير بعد مضي عامين من الحياة في الأسمرات.

إصطحبتنا أمل مصطفي إلي شقتها في الدورالأرض بإحدي عمارات الحي، منزل مريح للعين ومنظم بطريقة تشعرك بعناية أصحابه به، استقبلتنا بترحاب وحفاوة،أمل أم لأربعة أطفال في مراحل تعليم ابتدائي وإعدادي، تروي كيف جاءت إلي هنا، فهي أول من سكن الأسمرات تكمل عامها الثاني،يبدأ يوم أمل في الصباح الباكر تستيقظ مع أطفالها وتعد لهم الفطور وتذهب معهم إلي مدارسهم وتعود إلي بيتها تستكمل مهام التنظيف وتحضير الغذاء لأسرتها، وتقول: “كنا نعيش في منشية ناصر في بيتت مهدد بالسقوط نتيجة التغيرات الجيولوجية لطبيعة المكان وكنت أنا وأسرتي من المحظوطين بحصولنا علي شقة مستقلة لأمي وشقة أخري لشقيقتي وأسرتها،وتعيش هنا في نفس العمارة، في بداية الحياة هنا لم يكن كل هذا العمران وصلنا 10أسر فقط ، ولم تكن الخدمات متوفرة ولامواصلات وكنت أذهب إلي شارع 9 بالمطقم لشراء كافة إحتياجات أسرتي، وبمرور الوقت وفرلنا رئيس الحي مواصلات داخل الأسمرات تصل بنا إلي السيدة عائشة والعتبة والمنشية حتي نتمكن من زيارة زويينا تتوقف “أمل” للحظات تطلب منا التجول في الشقة وتستطرد:”فضل ونعمة من ربنا أنا حافظت علي كل المنقولات التي حصلنا عليها قمت بتغطية “الأنتريه” بغطاء أخر من القماش لحمايته، واشتريت رخامه وضعتها علي المنضدة لحمايتها، وكذلك تفعل شقيقتي بمنزلها، وهنا غرفة أطفالي تعلموا كيف الحفاظ عليها منظمة ونظيفة، إبنتي الكبري من أوائل مدرسة “تحيا مصر1″ وزوجي يعمل مدرسا خارج الأسمرات، نحمد الله بما رزقنا، ونقتصد ونرشيد إستهلاكنا، أقوم بشراء كمية من الخضروات والفاكهة واللحوم تكفي لأسبوع ، وتتذكر أمل من عامين حيث لايوجد محلات واليوم يوجد سوبر ماركت تابع لوزارة الزراعة متوفر به كل إحتياجاتنا من خضار وفاكهة وبأسعار معقوله مقارنة بباقي الأسواق، وتبتسم قائلة:” ماحرموناش من أي حاجه حتي الرينجة نزلت في شم النسيم اللي فات بـ30 جنيه وكانت في أماكن أخري بـ33 جنيه” ومازلنا ننتظر أن يتحول حينا إلي أفضل الأماكن ..”أمل” لم تكمل دراستها توقف عند الصف الثاني الثانوي وفي عامها الثالث بعد الثلاثين من عمرها، تطلق العنان لأحلامها وطموحتها في الأسمرات وتأمل أن تعيش أطفالها في مناخ صحي وثقافي ورياضي، فهي تحرص علي التدريبات الرياضية لأطفالها في النادي الرياضي وتنتظر النشاط الثقافي الذي وعد به رئيس الحي وتري أن الحياة هنا أفضل من الماضي …وتتابع، أخر تطورات المشروعات الصغيرة التي يسعي الحي لتقديمها فهي تحلم بمشروع خاص بها يكون إضافة لحياة أسرتها ..أمنيات أمل لم ولن تتوقف عند باب شقتها فهي في محاولات مستمرة للحديث إلي جارتها في العمارة وتشرح لهن كيف يكون الحفاظ علي الحي من نضافة ومشاركة الجميع في تنمية وتطوير المكان ولن تسمح بالإهمال يصيب حيها كما فعل البعض بأماكن أخري ،ولن يتسلل اليأس إلي قلبها والبداية حينما أقنعت إحدي جارتها بتعلم القراءة والكتابة والتي تواظب علي ماتمنحه لها أمل من وقت في التعلم ..أمل تنشر الأمل بين جيرانها وتقول لهم “شوية صبر وهانكون أفضل مكان في مصر” ..وتطالب أمل ببرامج توعية وتناشد وزيرة التضامن الإجتماعي بأخصائيات يدخلن بيوتنا للتعرف علي الإحتياجات الضرورية وتوعية السيدات في الحفاظ علي الكيان الأسري ومساعدتنا في حل مشاكلنا… ولاتمل أمل من الذهاب إلي رئيس الحي للبحث عن برامج أو مشروعات وتقول :”هنا في الأسمرات عرفنا يعني إيه رئاسة حي وسهل التواصل مع المسئول،عكس  منشية ناصر لم نعرف يعني إيه رئاسة حي وماهو دوره .

“أمل” نموذجا مثاليا للمرأة في حي الأسمرات بما تقدمه من أفكار وقدرة علي تحدي  الصعاب ..إنتشار  عدوي النجاح ليس بالأمرالسهل بين مجتمعات عاشت لسنوات تلقي علي عاتق الدولة بكافة المسئوليات من تعليم وصحة وحياة كريمة.. في  الحي الذي إفتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي في يونيو 2016 والذي يتضمن إنشاء 11 ألف وحدة سكنية مرحلة أولي بتكلفة  بلغت نحو ملياري جنيه .

إقتربنا من شرائح مختلفة لسكان  الأسمرات لنتعرف علي حياتهم  الجديدة وهل إختلفت عن سابقتها؟..وما أن تبدأ سؤالك عن أحوالهم ينهمرسيل الشكوي والأنين من الظروف الإقتصادية،وإذا  وعدتهم بأن الحل قريب تتغير أساريرهم وملامح وجوهم وتكسوها إبتسامة رضا تعلن بأن فيها حاجة حلوة

“أم  يوسف” 28 سنة ترفض ذكر إسمها كاملا ترددت للحظات للحديث معنا ثم تنطق وتقول:” أنا من الصعيد تزوجت من 12 عاما وسكنت مع زوجي في غرفة وحمام في حي الدويقة وأنجبت طفلين، كنت أشعر بالخجل عندما يأتي لزيارتنا أقاربنا من الصعيد لضيق السكن ويذهب زوجي للمبيت في “الدكان” ومرت حياتنا هكذا، وتتابع زوجي يعمل علي باب الله يوم فيه رزق ويوم نقضيه بوجبة شعبية ،وكنت أسأل نفسي ممكن يوم من الأيام تكون عندي شقة كبيرة أعرف أتنفس فيها أنا وأولادي؟ إلي أن أكرمنا الله بمشروع أخدت الدولة بالها من الغلابة اللي زينا، وانتهينا من إجراءت البحث الإجتماعي وأصبح لدينا شقة غرفتين وصاله ومطبخ وحمام، في هذه اللحظة أدركت أن الحياة فيها حاجه حلوة وممكن أغير أسلوب حياتي وأحلم بمستقبل أفضل لأولادي وقطعت عهد علي نفسي لازم أعلمهم وأحسن تربيتهم ،وإختتمت كلامها:”هابحث عن فرصة عمل أساعد بيها زوجي وأولادي وهانواجه غلاء المعيشة .

الشكوي لاتنقطع بالأسمرات وإن كانت الأحلام والأمنيات ترفرف علي جنبات المكان فهؤلا البسطاء بحاجة لمن يقترب منهم ويستمع إليهم ويرشدهم إلي الطريق

أسماء محمد حاصلة علي الإعدادية تقابلنا معها في مدرسة “تحيا مصر1″ برفقة طفلها، في بداية الأمرتحدثت إلينا بعنف رافضة لكل الأسئلة وعلينا الإستماع إليها بإنصات تقول:” كنت أعيش في بيت تمتلكه أمي مكون من 4 طوابق وجئنا إلي هنا حصلنا  علي 3شقق مستقلة أحداهما لأمي وأخري لشقيقي والثالثة  أسكن فيها وزوجي عامل الأنابيب بأجر زهيد لايكفينا مصاريف أنا وأولادي وفي النهاية يطالبونا بتسديد 300جنية من أين لنا بهذا المبلغ ولايوجد فرص عمل نوسع بيها رزقنا”..عرضنا علي أسماء التواصل مع رئيس الحي الذي وافق بدوره علي مقابلتها ..وما إن نقلنا إليها الخبر تغيرت ملامح وجهها واكتست بالفرحة لتقول ” لو فعلا اشتغلت هنا بالحي حياتي هاتتغير وهانقدر ندفع المبالغ اللي علينا”

في مقدمة المستفدين من الحياة داخل الأسمرات من نزحوا من المناطق العشوائية بالدويقة وإسطبل عنتر وعزبة خيرالله وبطن البقر..وبسؤال البعض عن أماكنهم السابقة يستنكرون لإسطبل عنتر وبطن البقر،أما من جاؤوا من ماسبيرو يعتبرون أنفسهم من الفئة المميزة .

رضا محمد محمود الإبتسامة لاتفارق ملامحها 27 سنة ..نظرا لظروف زوجها تركت الفيوم لتسكن إحدي مناطق العشوائيات في غرفة وصالة ولمدة 10 سنوات تقول رضا:”كان أطفالي محرومين من نسمة الإكسجين وتسبب ضيق المكان في مرض أحد أطفالي وأجري بيه علي المستشفي، هذا بخلاف البيت اللي  بيرشح منه الميه والمجاري تغرق الشوارع ..وكان خبرنقلنا للأسمرات بمثابة فرحة العمر،وبات  الحي القديم  مجرد ذكريات لانريد العودة إليها مرة أخري، وأولادنا  شافوا دنيا جديدة وعايشين في نضافة وفي مدارس بالقرب من بيتنا ،ويبقي مطلبنا الأهم هنا في الأسمرات هو مستشفي نعرف كيف نعالج أولادنا”

“مني وأسماء ورشا” عاملات بإحدي المدارس جئن من مناطق مختلفة، اسطبل عنتر- المواردي- المنشية، جمعهن حي الأسمرات ومتزوجات حديثا، العلاقة بينهن يغلبها طابع الصداقة، تقول مني:”نفسي أبني شخصية مختلفة بثقافة جديدة نتعلم كيف  يحترم بعضنا البعض” وتلتقط منها رشا أطراف الحديث :”نحرص علي التريض يوميا في ملاعب الحي بعد الإنتهاء من عملنا ونحلم بنادي سيدات يجمعنا يوميا” وتقول أسماء:” طلبت من زوجي أن يغير من أسلوبه القديم، نحن نعيش حياة جديدة نعلما لأولادنا ” ..نعم هكذا غير الحي الجديد في منهج حياة سيدات في مقتبل حياتهن الأسرية وهكذا تتحقق أحلامهن.

البلطجة والمخدرات والألفاظ النابئة أخطر مايهدد العشوائيات..وهنا في الأسمرات وبإعتراف الجميع دون  استثناء إختفاء هذه السلوكيات وإصرار السكان علي محاربة مثلث الخطر “البلطجة والعنف والمخدرات” في ظل تواجد أمني مكثف علي مدار الـ24 ساعة.

إبراهيم موسي إبراهيم 28 عام عامل بالمدرسة تحيا مصر يقول: “هنا النفسية إرتاحت  ونعيش بعيدا عن الضغوط التي كانت تحاصرنا في السابق من ضيق في السكن وزحمة المواصلات وهدوء الأجواء،والأهم البعد عن البلطجة والمخدرات وهذا أمر ليس بالسهل القضاء عليه ونكاد نجزم أن الجميع يحارب من أجل أن يصبح الحي نجح في القضاء علي هذه الموبقات وهذا بفضل الأمن المتواجد هنا وحمايته لنا وخاصة أننا نريد أن يعيش أبناءنا في أجواء نظيفة وصحية.

إكتساب سلوك إجتماعي جديد ليس بالأمر السهل والإنتقال من بيئة لأخري والتكيف معها بحاجة لوقت والترسيخ لعادات جديدة تفيد المجتمع هو التحدي الأكبر للسكان هنا ..كانت القمامة المنتشرة في الأحياء السابقة مشهد لاتخطئة الأبصاربل كانت مصدر دخل وعمل البعض، الأن تغيرت الأوضاع صناديق القمامة منتشرة في شوارع الأسمرات، يقول علاء محمود:”نحرص علي إلقاء القمامة في الأماكن والصناديق المخصصة لها، ونعود الأبناء علي هذا السلوك،وفي حالة نقص الصناديق نبلغ الحي وشركة النظافة التي تسارع  بالإهتمام وخاصة أن العربات الخاصة بالقمامة تعمل معظم اليوم.

المرأة في الأسمرات هي من تقود زمام الأمور وتعرف أين المشكلات والحلول ..هي عائل الأسرة في أغلب الأحيان وتتولي تربية الأبناء

“زينب نبيل” إمرأة أربعينة تتكلم وتعبر بحماس عن مشكلات الحي وتتهم المسئولين والمجتمع بالإهمال وتقول:” جبتونا هنا وتركتونا لوحدنا نواجه مصيرنا” ثم تبسم وتستطرد:” نعم هنا كل أسرة تحصل علي معاش ..الجيش مش بيسبنا ويعطينا من خيرات الله ..وصندوق تحيا مصروالجمعيات الأهلية ..ونحن لاننكر لسه فيها حاجة حلوة”

لايتنازل سكان الأسمرات عن الدفاع والشكوي المستمرة عن مطالبهم البسيطة والتي يراها البعض أنها أنها قضيتهم الرئيسية،مخلص تلك المطالب تخفيض الإيجار الرمزي 300 جنيه مقابل الخدمات

قد يشعر قاطني الأسمرات بالغربة في المكان، وعبروا عن إحساسهم بأنهم جاؤوا إلي حياة مجهولة لهم دون إستعداد نفسي، وأحيانا لايعرفون كيف التعامل مع مفردات مجتمع جديد ولايتفاعلون مع قواعد المكان بجدية، وقد يقع هؤلاء فريسة سهلة للمغرضين والإشاعات، ونجد وراء كل صوت إحتاج من يؤججه أو يدفع به إلي الخروج علي القانون، وبسؤالهم من أوعز لكم بهذه الأفكار لن تجد إجابة واضحة في حين يذهب البعض الأخر إلي الطريق الصحيح حيث مكتب رئيس الحي لحل مشاكلهم بالطبع هذا لاينطبق علي جميع السكان ،ولاأحد يتهمهم بالرفض للواقع الجديد، فبناء الإنسان يحتاج إلي فترة زمنية حتي يصبح الجديد عادة  وكم أحوجهم إلي من يقف إلي جوارهم يدلهم علي طريق البناء الجديد من عادات وقيم وسلوك، وكما حارب الجميع في الأسمرات البلطجة والعنف والمخدرات، لايزال الطريق أمامهم طويل في التعلم والثقافة والمعرفة وخلق مجتمع جديد كما رسمته الدولة المصرية وهذا لن يتحقق بجهد الدولة وما تقدمة وحدها، بل بحاجة لتكاتف المجتمع المدني والقطاع الخاص من أجل أن تكتمل الصورة ونردد جميعا “فيها حاجة حلوة..هنا في الأسمرات”

 

 

 

التعليم في الأسمرات

د.أنور إبراهيم:الإدارة التعليمة لديها خطة طموحة وبرنامج تعليمي خاص بالأسمرات

د.الشاعر: تطوير المجتمعات من 5إلي 10 سنوات ونسابق الزمن في مدة أقل

يمني مصطفي: “لوقابلت الرئيس مرة تانية هاقوله محتاجين مدرسين أكتر وأوعدك بالتفوق”

التعليم في مواجهة الجهل من القواعد الأساسية لبنا مجتمع جديد ومتطور بدأ “حي الأسمرات” أولي خطوات البناء بإنشاء مدرسة بقوة 400 تلميذ ومع إنتهاء العام الأول وصل العدد إلي 2500 تلميذ وفي العام الثاني استقبل الحي 7500 تلميذ في المراحل الإبتدائي والإعدادي بما يعادل 15ألف أسرة.. إن إهتمام وزارة التربية والتعليم بسكان “الأسمرات” بما تقدمه لهم من مناهج خاصة تتناسب مع البيئة الجديدة هو الأمر الذي يحرص عليه الدكتور أنور إبراهيم خبير المناهج ومدير إدارة الخليفة والمقطم التعليمية،والذي تصادف وجوده في يوم تخرج الدفعة الأولي من “كي جي 2” والبالغ عددهم 400 تلميذ في مدرسة “تحيامصر1″ ..وفي يوم التخرج قدم تلميذ مرحلة ماقبل الإبتدائي مسرحية تعليمية لأم وأربعة أولاد يمثلوا جميعا مكونات البيئة الأم في دور البيئة والأولاد في دور الماء والهوا والطب والطاقة،ويمارس التلاميذ مع الأم كيفية التعامل مع مكونات البيئة والحفاظ عليها، فضلا عن التأكيد علي النظافة الشخصية لكل طفل، ويقول د.أنور:إن الندوات التثقيفية مستمرة علي مدار العام والأنشطة من واقع برنامج بيئي مكثف نحرص من خلاله علي تثقيف التليمذ وتوعيته بحي الأسمرات ،وتم إنشا نادي بيئي  مكون من 50 تليمذ الهدف منه نبذ كل السلبيات وكيف أحمي بيئتي من التلوث وظهورها بمظهر حضاري والحرص علي أن نزرع شجرة ، فضلا عن تعلم السلوك الشخصي  والإهتمام بالأخلاق والتعامل مع الأخر والنظافة الشخصية وفي النادي البيئي يمنح كل تلميذ أدوات نظافة شخصية من فرشاة أسنان ومعجون أسنان وفوطه وصابونه، والتدريب علي إستخدام هذه الأشياء بشكل شخصي، ويضيف:” ليس هذا بالأمر السهل علي أن يكون التدريب خاص بالمدرسة والمعلم فقط، بل نحرص علي مشاركة وتدريب أولياء الأمور أثناء الأنشطة الطلابية حتي يتسني لهم متابعتهم في المنزل ونضمن أن المسئولية باتت مشتركة  بين المدرسة والمنزل بما يحقق مستوي تقافي وتوعوي متكامل للتلميذ, ويقول:”لاتزال التحديات أمامنا كبيرة علي المستوي المادي والتربوي، لدينا عجز كبير في المدرسين نظرا لأن معظمهم من خارج الأسمرات، وتحرص الإدارة التعليمة علي أن يصبح المدرسين من سكان الحي في السنوات المقبلة،وفيما يتعلق بالشأن المادي هناك جمعيات أهلية معروفة لنا وتساعد في سد الإحتياجات المالية وخاصة أن قرار الوزارة بإعفاء كافة تلاميذ الأسمرات من مصاريف المدارس والزي المدرسي، فضلا عن دعم صندوق تحيا مصر،ويضيف: لدي الإدارة التعليمية خطة طموحة لتطوير التعليم في الأسمرات علي مستوي التلميذ والمدرس بالتعاون مع 12 جمعية أهلية تقدم المساعدة العينية والمادية.

ويقول الدكتور محمد الشاعر خبير تربوي بإدارة المقطم والخليفة: إن المجتمعات الدنيا بحاجة إلي تغيرثقافي في مدة زمية تتراوح بين 5 إلي 10 سنوات، ونحن هنا بالأسمرات نسابق الزمن في محاولة لتطويره في مدة أقل من 5 سنوات وهو التحدي الأكبر الذي يواجه الإدارة التعليمية، ولذا وضعنا خطة طموحه لتطوير المدرس والتليمذ والأسرة .

عزة مصطفي مديرة مدرسة تحيا مصر1 يطلق عليها هنا عمدة الأسمرات، دورها ليس تربوي فحسب، ورفع مستوي التعليم للتلاميذ ولكن دورها الأهم هو كيفية التعامل مع أولياء الأموروكم تتحمل علي عاتقها النقاش الحاد مع البعض يصل حد المشاجرات أحيانا.. تحرص علي التواجد لفترات بعد العمل كما لديها فصل محو أمية لسكان الحي وتولي أهمية كبري بهذا الفصل التعليمي ..كما تحرص علي حل مشاكل المدرسين والعاملين بالمدرسة.

يواجه التعليم في الأسمرعجز كبير في عدد المدرسين، وهي الشكوي التي توجهة بها التلميذة يمني مصطفي إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقاء جمع بينهما علي مائدة إفطار الأسرة المصرية رمضان الماضي، ونظرا للزيادة في عدد التلاميذ لهذا العام ظلت شكوي عجز عدد المدرسين قائمة، وتقول يمني:” أحببت الحي الذي أعيش فيه وأصبح لدي غرفة نظيفة مرتبة للمذاكرة وأنا من أوائل الصف الثاني الإعدادي ولو قابلت الرئيس مرة أخري هاقوله نفس مطلبي السابق عايزين مدرسين ، وأعده بالتفوق في السنوات القادمة وهاستمر في كتابة الشعر والمشاركة في الأنشطة المدرسية وأتمني أن أكون ظابط طبيب”

محمود ناجي طالب في الصف الثالث الإعدادي، لم يتمكن من نقل دراسته للحي الجديد ويأمل أن يكون له مدرسة ثانوي في الأسمرات، فهو لم ينفصل بعد عن الحي القديم، رغم أنه ينعم بجو صحي وساحة كبيرة يلعب فيها بدراجته وهو الشي الذي كان يفتقده في السابق علي حد قوله.

أولياء الأمور يتابعون عن كثب وبإهتمام بالغ كيفية سيرالعملية التعليمة لأبنائهم في مدارسهم وحرصهم علي حضور الندوات التي تعقد بشكل دوري في المدارس .

 

 

في مكتب رئيس الحي

الغندور: نبحث حل المشكلات ونعقد مؤتمرات توظيف في مواجهة البطالة ولاتهاون مع المفسدين

>>/ الأسر غير القادرة لسداد 300 جنيه مقابل الخدمات والإيجار تتقدم ببحث للتضامن الإجتماعي لإعفائها

>>/ نتعامل بالقانون ولن نسمح بأي تجاوزات

البناء مستمر، والعديد من المشروعات والمباني تحت الإنشاء، المكان يخبرنا بالمزيد من العمران في المرحلة الثالثة بعد الإنتهاء من تسليم المرحلة الأولي والثانبة في الموعد المحدد لهما، خلية نحل من العاملين علي قدم وساق والصورة النهائية لم تكتمل بعد، وإن كانت ملامحها تبدو لناظريها في روعة وإبداع …في إحدي المباني قصدنا رئاسة الحي،مكتب مكتظ بالمواطنين، من يحمل شكوي وأخر لديه مطلب يتمني تحقيقه،لم نكن بحاجه للإستئذان بالدخول، فالمكتب مفتوح للجميع جلسنا بين الحضور وتابعنا الموقف عن كثب،أحد السكان تسبب في كسر زجاج الباب الرئيسي لإحدي العمارات نتيجة مشاجرة مع جارله،وكان رد رئيس الحي الإسراع بمعاينة الباب المكسور وتوقيع الجزاء الفوري بإصلاح ماأفسده المواطن ومنحه فرصة يومين لحين توفير المبلغ المالي للزجاج المكسور،أو تحويله للتحقيق وقديصل الجزاء المادي إلي20ألف جنية.

في حي الأسمرات بقدر العطاء وتوفير الخدمات لاتهاون في توقيع الجزاء علي من يتسبب في إفساد المنشآت، هكذا بادرنا بالحديث حسن الغندور رئيس حي الأسمرات،ويتابع أعلم أن لدينا مشكلات يواجهها سكان الأسمرات ولدينا الحلول ولم نترك الموطنون يتعاملون مع مشكلاتهم وحدهم نحن إلي جوارهم …رئيس الحي لم يمنحنا فرصة لطرح مالدينا من تساؤلات فهو أعلم من غيره بكل صغيرة وكبيرة، ويقول :إن مايؤرق السكان المبلغ المحدد بـ300 جنيه مقابل صيانة ومفروشات،ونرفض تأجير الشقق من الباطن لغير أصحاب الشقق ونتعامل بالقانون مع من يتجاوز وهم عدد قليل،  ورغم ذلك بعض الأسر التي ليس لديا القدرة علي سداد القيمة الإيجارية تقدمت ببحث لوزارة التضامن الإجتماعي لإعفائهم من الإيجار وخدمات الحي، ومازلنا نواجه إحتجاجات البعض وإعتراضهم علي هذا المبلغ الرمزي، لهذا قمنا بعقد أكثرمن ملتقي وظيفي وقدمنا فرص عمل للمئات من السيدات للعمل بالعاشر من رمضان وتوفير أتوبيسات لنقل العاملات علي أن يبدأ التحرك من الأسمرات في السادسة والنصف صباحا والعودة في الخامسة مساء مع إلزام أصحاب مصانع العاشر بتوفير حضانة لأطفال العاملات بدون مقابل مادي، وأن يتراوح الراتب بين1200 جنيه إلي 1400 جنيه شهريا  مع وجبة غذا تقدم يوميا،هذه الفكرة لاقت استحسان البعض في بداية الأمر، وإن نتج عنها بعض إعتراض من الأزواج لتأخر الزوجات لساعات طويلة وأنه يجب علي الزوجة توفير وجبة الغذاء لزوجها في الرابعة عصرا كعادة معظم سكان العشوائيات, وكان علي الحي البحث عن فرص بديلة تتناسب وظروف السكان داخل الحي،ولذا لجأنا إلي تدريب السيدات علي الأعمال اليدوية مثل نسيج السجاد والخياطة والمشغولات اليدوية، وبالفعل انتهينا من تدريب 20 سيدة كل 3أسابيع وحتي الأن المئات من السيدات حصلنا علي دورات لتأهليهن وإعدادهن جيدا، كما وفرنا أماكن التدريب والعمل في حي الأسمرات علي أن تكون ساعات العمل من 9صباحا إلي 4عصرا ويتخللها ساعة راحة تستطيع خلالها الأم متابعة خروج أبنائها من المدرسة وتوصيلهم إلي البيت، هذا فضلا عن توفير حضانة بالقرب من أماكن العمل،ولن يقل المرتب عن1400 جنيه .

وفيما يتعلق بفرص عمل للشباب، يقول الغندور:”حصلت علي موافقه من محافظة القاهرة بتحويل بدرومات عمارات الحي إلي ورش ومصانع صغيرة “صديقة للبيئة”، ومحلات مع الحفاظ علي لون وواجهة المحلات بما لايخل بالمنظر العام للحي وفقا لقواعد التنسيق الحضاري بما يوفر المئات من فرص العمل للجميع, وهنا  يتجلي دور المجتمع المدني في التعاون مع تنمية الأسمرات علي سبيل المثال لانقوم بتوقيع مخالفات علي شركات القطاع الخاص التي تعمل هنا بل يتم دفع مبلغ مالي شهريا والأستفادة منه بسداد مرتبات عمال الحي، كما يقدم لنا صندوق تحيا مصر والمجلس القومي للمرأة المساعدات العينية والمادية والندوات التثقيفية بما يتناسب وتطوير فكر السلوك الشخصي للسكان.ويستطرد: “في العام الدراسي الماضي تقدم لنا أحد رجال الأعمال بمبلغ مادي ساعدنا في شرا زي مدرسي موحد لكل تلاميذ المدارس والبالغ عددهم 2500 تلميذ وهذا العام وصلنا إلي 7500 تلميذ، مع العلم بأن التعليم مجانا ولايسدد أولاياء الأمور أي مصروفات دراسية أو تأمين صحي وهذا يتم عن طريق التبرعات من جهات معلومة وعروفة لنا ولانقبل تبرعات من جهات مجهولة الهوية أو مشكوك في أهدافها.

وأثناء تواجدنا بمكتب رئيس الحي تصادف حضور الدكتورة ليلي عثمان سيدة أعمال قصدت حي الأسمرات لعرض مشروعات للمنسوجات اليدوية وصناعة الحلي والجلود تستهدف عمالة المرأة بما يضمن لها عدم الخروج للعمل بعيدا عن حي الأسمرات علي أن تبدأ العمل فور موافقة رئيس الحي  ويتابع الغندور:”نعلم أن الدور التثقيفي والتويري هو العمل الذي نبدأ به وبدونه لن نحقق النقلة النوعية والتنموية لمثل هذه المجتمعات، وهذا الفكر من أولويات عملنا في المرحلة الحالية ونتواصل مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة وقصور الثقافة والأزهر الشريف ويختم حديثه:”لدينا تحديات كبيرة والعمل مستمر ولن نترك سكان الحي للحيرة  أو التفكير دون الوقوف إلي جانبهم، فالتنمية هدفنا والدفع بالمجتمع للأمام يتطلب الكثير من الجهد والصبر والعمل، وقبل أن يودعنا طلب منا إلقاء نظرة علي الإنجازات التي تمت من ساحات للرياضة والملاعب، وحرص عمال النظافة علي أن يبدو المكان في مظهر حضاري نظيف، لافتا إلي التواجد الأمني علي مدار 24 ساعة والإنتشار بالمكان، ووعدنا بمزيد من المشروعات التي سيتم افتتاحها في القريب.

 

 

علماء الإجتماع  والطب النفسي

د.سوسن الفايد: نتوقع الإعتراض واستمرار الشكوي في غياب البحث العلمي والدراسات الإجتماعية

>>/الفن والمسرح والندوات أفضل السبل لنشر الوعي والثقافة

>>/ الخطاب السيايب يجب أن يتضمن حجم الإنفاق وماوفرته الدولة للقضاء علي العشوائيات

>>/ الإستنكار للماضي دليل الرضا عن الحاضر

د.فرويز: يحذر من إستغلال البعض لسكان الأسمرات في التظاهر والخروج علي القانون

>>/النقلة الحضارية تسبب صدمة نفسية مؤقتة والطمع في الدولة غير مبرر

د.منال عمران: مركز البحوث الإجتماعية بصدد الإنتهاء من دراسة إجتماعية عن الأسمرات

“شكوي غلاء الأسعار والإيجار مستمرة ..جابونا هنا وتركونا..عدم الشعور بالرضا ..الإستنكار للماضي وأماكن العيش السابقة..رفض العمل وخاصة الرجال ،طلب المزيد من الإعانات والتلذذ بالمنح والعطايا الإحساس بالعزلة وعدم التكيف بالمجتمع الجديد ..وغيرها من الأسئلة التي طرحها سكان الأسمرات، وتبحث عن تفسير علماء الإجتماع والطب النفسي ويبقي السؤال الأهم كيف تتحق النقلة النوعية المجتمعية والنفسية لمن انتقلوا من مستوي معيشة في السابق إلي وضع جديد،ولماذا لم تتحقق النتائج المرجوه والتحول إلي مجتمع تنموي حقيقي فيمايقرب من  عامين علي تدشين هذا المكان، وهل سكان الأسمرات علي حق في كل شكواهم أم أنها أعراض طبيعية تلازم تغير حياة  الإنسان من بيئة إجتماعية لأخري .

حملنا أسئلتنا إلي الدكتورة سوسن الفايد استاذ علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الجنائية والإجتماعية، لم تدهشها طبيعة الأسئلة والإستفسارات، تقول: ” نحن كخبراء نتوقع رد الفعل في مثل هذه المجتمعات سواء استمرار الشكوي أو الإعتراض أو عدم التكيف ولاسيما أن هؤلاء المواطنون لم يتم تأهيلهم علي المستوي الثقافي والإجتماعي قبل انتقاله إلي مستوي إجتماعي جديد، وهذا لن يتحقق بين عشية وضحاها، فالأمر بحاجة لدراسات إجتماعية ونفسية تقوم بها الجهات المختصة ولاسيما أننا أغفلنا البحث العلمي الذي يحدد إحتياجات هذه المجتمعات من مشروعات عمل قريبة من سكنهم والتي تحقق الأمان المادي علي أن تتناسب هذه الأعمال ومهارات السكان مثل ورش عمل ومصانع ومشروعات صغيرة يدوية ودمج هؤلاء في منظومة عمل جاد ومنظم يخلق لديهم الشعور بالإنتماء للمكان ومن ثم الإنتماء للوطن.

وتستطرد:”وفيما يتعلق بالبعد الثقافي يجب الإهتمام بالندوات التثقيفية التي تتعلق بالبيئة الجديدة من سلوك شخصي والإرتباط والتواصل بالمكان، ومن السهل أن يتحقق من خلال أعمال فنية وعروض مسرحية تقدم إلي جانب المتنزهات والرياضة والأنشطه المختلفة التي تحفزهم علي التغير من الداخل، هنا بحاجة لثورة ثقافية حقيقية تحدث تغير حقيقي ويأمله الجميع. وتقول: “إذا كانت الدولة قدمت كل هذه الخدمات والإمكانيات لهذه الفئة من المجتمع فعلي المسئولين أن يخبروا سكان الحي كيف تم توفير هذا الأموال ومن أين تم إستقطاعها وكيف يتم استثمارها في خلق مواطن جديد وأجيال قادمة تعيش في مستوي إجتماعي أفضل علي أن يتضمن الخطاب السياسي تفسير بالأرقام والمعلومات بما يقدم من خدمات حتي لايشعر المواطن بأن مايقدم له حق مطلق وبلا مقابل مدي الحياة.

وفيما يتعلق بعزوف البعض عن العمل أو رفض أنواع أعمال تبدو غريبة علي ثقافة هؤلاء تقول:” نواجه في الدراسات الإجتماعية في مثل هذه المجتمعات عزوفهم عن العمل والإرتكاز علي المساعدات العينية سواء من الدولة أو المؤسسات الخيرية وخاصة أن إعتماد الفقراء علي المساعدات هو الفكر المتأصل في المجتمعات الفقيرة منذ عهد عبدالناصر والأن في العالم لايوجد خدمات تقدم مجانا بدون مقابل إلا مع حالات العجز والعرف أن المواطن يدفع الضرائب مقابل الخدمة.

وردا علي استنكار البعض للأماكن التي نزحوا منها تؤكد د. قنديل أن هذا دليل قاطع علي حالة الرضا واعتراف ضمني بأن الوضع الحالي أفضل من حياتهم في السابق، كما أن حصولهم علي المساعدات المجانية وقوافل الخير ولد لديهم شعور بالحق المكتسب طوال الوقت وهنا يتجلي دورالأخصائيين الإجتماعيين في العمل التوعوي والتقيفي ولاسيما لدينا أعداد كبيرة من هؤلاء الأخصائيين يمكن الإستفادة منهم.

وعن دو رجال الدين المسلم والمسيحي في تنوير هذا المجتمع تقول: إن الشعب المصري يميل إلي تعاليم الدين وأتمني أن أري الدكتور خالد الجندي وأخرين من الكنيسة وعلماء دين من أصحاب الفكر المستنيرفي تواصل دائم مع سكان “الأسمرات”.

ويري الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن النقلة الحضارية لبعض المجتمعات تصاحبها صدمة في بداية الأمر وكان يجب أن يصاحب هذه النقلة رفع المستوي الثقافي حتي يتسني لسكان الأسمرات التكيف مع الحياة المعيشية الجديدة والحفاظ علي البيئة المحيطة بيهم.

ويؤكد علي أهمية الدور الإعلامي والفني وتقديم مسلسلات إجتماعية تناقش قضايا الأحياء العشوائية برؤية إصلاحية بعيدا عن الجنس والمخدرات بإسلوب علمي شيق يفيد في تجاوز العديد من المشكلات.

ويحذرد.فرويز من الطمع المستمر في ماتقدمه الدولة وأنه لايوجد مبرر لإتهام الدولة بعدم الإهتمام بسكان الأسمرات ويشير بأصابع الإتهام إلي بعض المغرضين ممن لهم المصلحة في إستمرار حالة الغضب في الحي، ولاسيما أنه من السهل تأجيج مشاعر البسطاء من الناس في الأسمرات وهناك من يحاول إقناعهم بعدم تسديد مبلغ الـ300 جنية مقابل الخدمات وبأنهم تنازلوا عن بيوتهم في الدويقة وماسبيرو ومشية ناصر بدون مقابل في حين أن الحقيقة تلك البيوت تم بناءها معظمها علي أرض الدولة، ويناشد فرويز النائبة البرلمانية مني جاب الله نائبة لممطقة الإهتمام بالوعي المجتمعي والثقافي والإقتراب من المواطن والتأكيد علي أن الدولة المصرية في حالة حرب وبحاجة إلي تكاتف كافة طبقات المجتمع .

ومن ناحيتها أكدت الدكتورة منال عمران أستاذ علم الإجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية والإجتماعية وأحد الباحثيين المعنيين بكتابة دراسة إجتماعية عن “حي الأسمرات” بناءا علي مطلب وزيرة التضامن الإجتماعي  تم تكليف المركزبدراسة  علمية عن “الأسمرات”ستخرج للنور قريبا، وتحمل الإجابة العلمية لكل ما تم طرحه من أسئلة حول الوضع الحالي للأسمرات ومستقبل المكان ومايجب أن تقدمه الدولة والمجتمع المدني من أجل النهوض بالمواطن في الأسمرات.

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *