أخبار عاجلة

“من الاعاقة انطلاقة”

 

بسبب نظرة المجتمع للفتيات من ذوى الإعاقة الجسدية، ونظرة الرجال لهم المملؤة بالحاجة والعوز والضعف، أثناء سيرهم بالشوارع جالسين على كراسيهم المتحركة، تلك النظرات والأفعال جعلت 3 فتيات يفكرن فى إطلاق مبادرة “من الإعاقة إنطلاقة” فى تكوين كيان يجمع الفتيات من ذوى الإعاقات الجسدية، لتعليمهم وتدريبهم على المشغولات اليدوية، ثم تسويقها داخليا وخارجيا من أجل تحقيق مورد إقتصادى ثابت لهم حتى وإن كان قليلا.

تقول سماح محمد 31 سنة، من مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، إحدى المشاركات فى المشروع أنه عبارة عن تدريب الفتيات على صناعة الهاند ميد، من خلال انتاج مشغولات يدوية، وتسويقها سواء إلكترونيا او من خلال المرور على محلات الإكسسوارات وبيعها بسعر الجملة.

وأضافت، أن المشروع يدل على ان هناك فئة من المجتمع لا ترضى ان تكون عالة على أحد، أو تنتظر معاشا عبارة عن جنيهات قليلة من الحكومة، مؤكدة أن الفتيات من محافظات مختلفة، وتعرفوا على بعضهن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، وفكروا فى هذا المشروع وجاء موعد تعارفهن بمدينة دمياط الجديدة.

وأوضحت، أن الهدف من المبادرة، “تسويق مشروعى رغم إعاقتى”، ومشروعنا عبارة عن انتاج مغشولات يدوية من الخرز وغيره، مضيفة سنجعل من الإعاقة إنطلاقة.

وأشارت، الى أن هدفهم من خلال تلك المبادرة، التنمية الذاتية للفتيات المعاقات جسديا، والاعتماد على النفس وإنتاج منتجات بسواعدهم، كى نجعل من الاعاقة انطلاقة من خلال تدريب الفتيات من ذوى الاعاقة على عمل المشغولات اليدوية مثل الخرز والاحجار الكريمة .

وأوضحت أنه من المعروف أن أصحاب الاعاقات الجسدية حركتهم ثقيلة، سواء من يجلسون على كرسى متحرك أو من يستخدمون الاجهزة التعويضية، وبالتالى فان معظم تلك المشغولات لا تحتاج مجهود بدنى كبير، بل تقوم الفتاة بصنع تلك المشغولات وهى جالسة فى منزلها.

وتابعت قائلة، حلمى أن نقدم عمل ملموس على أرض الواقع، ويشعر بنا الآخرين كأشخاص فاعلين فى المجتمع فنحن لسنا عالة على أحد.

وأشارت، الى أنها تحلم بان تنجح فى تغيير نظرة المجتمع للانسان الذى يعانى من الإعاقة، لان ربنا سبحانه وتعالى لم يأخذ منه عقله، بل أخد إحدى حواسه، وهناك حواس عديدة تعمل وينقصها المجهود الذاتى لكى تظهر، فانا دائما اعمل بمقولة “صحيح انك لا تشبهنى، ولكن وجود يكملنى، وتواجدنا على الارض كى نساعد بعضنا البعض من خلال تواجد وكيان واحد قادر على الصمود ضد أى متغيرات”.

وأشارت هبه السيد غالى، 31 سنة دمياط الجديدة، أننا قمنا بعمل تلك المبادرة إنطلاقاً من وعيهم بأهمية التدريب والعمل والمساهمة في تحسين مستوى الحالة الاقتصادية، لفتيات من نفس ظروفنا من المعاقات جسدياً من خلال عمل المشغولات اليدوية، وتسويقها وتحفيز المواطنين على شراء المنتجات المحلية المصنوعة بأيد مصرية .

كما تهدف المبادرة، الى إيجاد فرص عمل لهن وتسويق منتجاتهم، وتقديم الفرص للمعوقات للمشاركة في الإنتاج، وتحقيق ذاتهم كأعضاء فاعلين في المجتمع أسوة بغيرهم، بالإضافة للمردود المادي من دخل المبيعات.

وتضيف شيماء حبيب 34 سنة، ومقيمة بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، انها تعمل منذ سنوات فى صناعة مشغولات يدوية بالنحاس المطلى والكريستال والخرز، حيث تقوم بتطعيم المنتجات الجاهزة بتلك المشغولات مثل كتابة أسماء وتواريخ الميلاد والذكريات الهامة على منتجات، مثل المحفظة الجلدية والأقلام القيمة، من خلال كتابة الأسماء عليها، مؤكدة أنها تعمل منذ 4 سنوات وتقوم بتسويق منتجاتى على مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة “فيس بوك وانستجرام”.

وأوضحت، أن معظم زبائنها من المملكة العربية السعودية، حيث أقوم بشحن المنتجات لهم بعد إرسالهم قيمتها على حساب بنكى خاص بى، وتشير إلى أنها حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الزقازيق، ونظرا لإعاقتها فكرت فى قضاء وقت فراغها فى عمل نافع لها يشعرها باهميتها ووجودها وسط المجتمع، وتابعت أحلم بإفتتاح مشغل لتعليم البنات من نفس ظروفى حرفة الهاند ميد “مشغولات يدوية”، وتسويقها من اجل مساعدتهم على بناء أنفسهم وتحسين صورتهم امام المجتمع.

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *