أخبار عاجلة

وزير النقل: دور توعوي وتثقيفي لوزارة النقل لعلاج أسباب حوادث الطرق بما فيها أمراض النوم

قال هشام عرفات وزير النقل، إن حوادث الطرق تمثل جرحا غائرا ليس فقط لدى المصابين وذويهم، ولكن أيضا لدى القائمين على مجال النقل والمواصلات في مصر، مشيرا إلى أن للوزارة دور توعوي وتثقيفي لعلاج أسباب حوادث الطرق بما فيها أمراض النوم.
جاء ذلك خلال ندوة الحد من حوادث الطرق الناجمة عن اضطرابات النوم التي شهدت إطلاق مبادرة “سلامة نومك أمان لطريقك” التي قدمتها مراكز “نيوروميد” لطب النوم والمخ والأعصاب تحت رعاية وزارة النقل، في حضور المرسي الحلو وكيل أول وزارة النقل، ورامز رضا مصطفى المدير التنفيذي لمراكز “نيوروميد”، ومها يوسف أستاذ مساعد الأمراض الصدرية بجامعة المنوفية، وخالد مصطفى الخبير الدولي لسلامة الطرق.
وأضاف وزير النقل، إن حوادث الطرق ظاهرة منتشرة ليس فقط في مصر لكن أيضا في دول متقدمة في أوروبا، بالإضافة للولايات المتحدة، غير أن أسلوب التعامل مع الظاهرة في هذه الدول مختلف عما يحدث في مصر حيث ينظر في هذه الدول إلى جذور المشكلة والعمل على علاجها بينما نرجع في مصر سبب الحادثة إلى جودة الطريق.
وأوضح أن الإحصائيات توضح أن نسبة 78% من حوادث الطرق تنتج عن أخطاء بشرية، كما أن نسبة 33% من هذه الحوادث تنتج عن أمراض النوم، وهي نسب مرتفعة تستلزم العلاج والتغلب عليها في سياق النقل الجماعي، موضحا أن المشروع القومي للطرق ساهم بشكل كبير في رفع جودة الطرق ومن ثم تقليل الحوادث الناتجة عن سوء جودة الطريق، ومن ثم يجب الالتفات لمشكلتي سلامة المركبة والأخطاء البشرية والعمل على علاجها للحد من حوادث الطرق.
وأشار عرفات إلى أن المشروع القومي للطرق أدى إلى خفض معدل الحوادث من 7.1 لكل ألف مركبة في 2004 إلى 1.6 لكل ألف مركبة عام 2016، كما ساهم في تقليص عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق من 10 لكل 100 ألف نسمة عام 2004 إلى أزيد قليلا من 5 لكل 100 ألف نسمة عام 2016، لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع مع مسئولي النقل تطورات هذا المشروع عن كثب، وخاصة فيما يتعلق بتقارير تحديث وصيانة الطرق التي تشهد معدلات حوادث مرتفعة فهو يراجعها بنفسه أولا بأول لأن النفس البشرية التي تزهق نتيجة حوادث الطرق لا تقدر بثمن.
وأوضح أن ما يشاع عن أن مصر هي الأولى عالميا في معدل حوادث الطرق هو أمر غير صحيح أكاديميا، مشيرا إلى إحصائية أصدرتها منظمة الصحة العالمية عام 2014 أفادت بأن معدل الحوادث في مصر متوسط وليس مرتفعا.
من جانبه، قال الدكتور رامز رضا مصطفى، المدير التنفيذي لمراكز “نيوروميد” لطب النوم والمخ والأعصاب، إنه لمس حماسا شديدا واستجابة مباشرة من وزارة النقل لإطلاق مبادرة “سلامة نومك أمان لطريقك”، نظرا لارتفاع نسبة الحوادث الناتجة عن أمراض النوم، والرغبة الحقيقية في معالجة أمراض النوم كأحد الأسباب الرئيسية لحوادث الطرق.
وأضاف رضا أن أمراض النوم عددها نحو 80 مرضا، منها أمراض شائعة مثل الأرق وانقطاع التنفس الليلي والمشي أثناء النوم، موضحا أن ما يتراوح بين 10% و15% من حوادث الطرق تنتج عن النعاس أثناء القيادة، كما يسفر النعاس عن نحو 30% من الحوادث القاتلة وذلك لضعف تركيز وانتباه قائد المركبة وبطء الاستجابة لديه.
ولفت إلى أن أهم أسباب النعاس أثناء القيادة تتمثل في عدم كفاية ساعات النوم، أو الحرمان المزمن من النوم، أو العمل في ورديات ليلية، بالإضافة لاحتمال أن يكون قائد المركبة مصابا بأحد أمراض النوم، قائلا إن النوم أقل من 6 ساعات يوميا يرفع احتمال وقوع الحوادث 5 أضعاف، كما أن طول مدة القيادة لأكثر من 4 ساعات متصلة يضعف تركيز القائد ويرفع احتمالات وقوع الحوادث.
وأكد رضا، أن أحد أشهر أمراض النوم التي تسبب ارتفاع معدلات حوادث الطرق هو مرض الاختناق الليلي، حيث ينتشر المرض بين ما يتراوح بين 5% و 10% في كل المجتمعات، منها 90% لم يتم تشخيصها وعلاجها، ومن أعراض هذا المرض الخمول المستمر والنوم المتكرر في النهار، موضحا أن احتمالات تعرض مريض الاختناق الليلي لحوادث الطرق تصل إلى 2.5 ضعف الشخص الطبيعي.
وأشار إلى أن علاج الاختناق الليلي أدى إلى خفض معدل حوادث الطرق في السويد بنسبة 70%، كما أفادت الإحصائيات بأن العلاج يؤدي إلى تقليص الوفيات الناتجة عن الحوادث من 12.8% إلى 0.2% سنويا، قائلا إن الاتحاد الأوروبي أصدر تشريعات تمنع منح رخص القيادة لمرضى الاختناق الليلي نظرا لخطورة المرض وتأثيره المباشر على معدلات حوادث الطرق.
وأوضح رضا أن المبادرة تستهدف نشر الوعي وثقافة النوم الصحي، وتطوير بروتوكولات المسح الطبي لتحديد قائدي المركبات الأولى بالعلاج من أمراض النوم، والمساعدة في تطوير القواعد ذات الصلة مثل جداول العمل في شركات وهيئات النقل الجماعي ونقل البضائع، داعيا جميع القائمين على مجال النقل والشركات والهيئات المتخصصة وكذلك وسائل الإعلام بدعم المبادرة والمشاركة فيها كل في اختصاصه.

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *