أخبار عاجلة

«هاجر».. أول مدرسة من ذوي الإعاقة: الأطفال بيحبوني.. وحلمى أكون «وزيرة»

التحقت بجامعة القاهرة للحصول على دبلومة بعدما رفضتنى «عين شمس» بلا سبب مقنع

 

تحدت كل الصعاب..تجاوزت كل المحن ، واجهت ظروفا قاسية كانت كفيلة ان تجعلها «جسد بلاروح» لكن ثابرت وعافرت من اجل تحقيق حلمها ، تحطم على صخرة ارادتها المستحيل.. هاجر محمد استطاعت أن تتغلب على كل العقبات التى واجهتها فى حياتها، حيث ولدت بتشوه فى اليد اليمنى ، وتباعد بين العينين، تلك الأشياء دفعت البعض ممن حولها للاعتقاد أنها يمكن أن تعيقها عن الحياة، ولكن على العكس تماماً استطاعت أن تثبت لهم أنه لا يوجد شيء يمكن أن يعيقها أبداً عن تحقيق ما تصبو إليه.

 

وبالفعل حققت ما تحلم به واصبحت أول معلمة من ذوى الاعاقة تقوم بالتدريس لاطفال اسوياء وتلاقى اعجاب التلاميذ واولياء الامور ، كما تم تكريمها مع والدتها التى حصلت على لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالإضافة إلى حصولها على لقب سفيرة النوايا الحسنة من المجلس القومى لحقوق الإنسان، إلى جانب العديد من الجوائز فى مجال الشعر. . هاجر محمد خالد فتاة من محافظة اسوان من ذوى القدرات الخاصة، تخرجت من كلية الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر بتقدير عام جيد مرتفع عام 2016 ، بعد تخرجها فى 2016، انتقلت ووالدتها للعيش فى القاهرة بصحبة اخوتها الذين حاولوا تقديم كل المساعدة والعون من أجل مساعدتها على الاحتكاك بالجميع وان تحرص على عدم المبالاة لمن يقللوا من شأنها أو يحدقوا النظر بشكل سخيف عليها.

 

تحدت هاجر كل الظروف وقهرتها ، حيث انها كانت ترغب فى استكمال دراستها التعليمية لدراسة دبلومة تربوية بقسم الدراسات العليا بجامعة عين شمس وبعد ان اجتازت الامتحان، تم رفضها خلال مقابلة شخصية واستعانت بوالدتها للقدوم معها للجامعة مرة أخرى للتحدث مع العميد المختص لفهم أسباب الرفض حيث انها الوحيدة التى تم رفضها وتم إبلاغها انها لا تصلح لدراسة الدبلومة أو أن تكون مدرسة بزعم أن الأطفال سيخافون من شكلها!! كان الموقف صعبا ومؤثرا ومحبطا ويعيدها للخلف من جديد إلا أنها لم تستسلم.

 

ولكنها اصرت على تحقيق حلمها ، فقدمت مرة أخرى للدبلومة التربوية ولكن بجامعة القاهرة وتم قبولها هذه المرة وكانت فى غاية السعادة للحصول على أبسط حقوقها وهو فقط استكمال الدراسة وتتمنى العمل بمجال التدريس بمدارس ذوى الاحتياجات الخاصة بعد استكمال الدبلومة التربوية..قوبلت بالترحيب من قبل زملائها ومعيديها وعميدة الكلية فتذهب للدراسة أيام الأحد والإثنين والثلاثاء وتذهب الأربعاء للتدريب العملى بإحدى المدارس بمنطقة فيصل التى تبعد كثيرا عن منزلها ولكنها تفعل ذلك بوجه بشوش غاية فى السعادة والأطفال حولها وهى تحاول الشرح لهم.

 

قالت هاجر : تجربة التدريس لأطفال كانت مختلفة تماما، فرغم فرحتى باستقبال التلاميذ لى، إلا أن وجودى على بعد خطوات من تلك السبورة التى طالما حلمت بالاقتراب منها، وبيدى الطباشير، جعلنى أتذكر عندما رفضت جامعة عين شمس إلحاقى بالدراسات العليا، ووصفتنى بأننى غير لائقة، وأن الطلاب سيخافون منى، ويستهزئون من إعاقتى، فحينها لم أكن أتخيل أن يأتى يوم تصبح فيه تلك اللحظات هى الأفضل فى حياتى، ورفضت أنا والتلاميذ تمريرها دون التقاط صور سويا، لتظل ذكرى لا ننساها أبدا، ذكرى تمحو تلك الأفكار غير الحقيقية عن ذوى الإعاقة»، فمنذ بداية التحاقى بالتعليم، وأنا أحب التدريس جدا، وأريد أن أصبح مُدرسة، وفور دخولى للفصل، كانت مهمة شرح درس لغة عربية للأطفال فى الأول الابتدائى، مهمة شبه مستحيلة، لكن استقبال الأطفال لى بحب شعرت به منذ اللحظة الأولى كسر بداخلى تلك الرهبة، وبدأت فى منحهم تدريبات عملية، وأطالبهم بالخروج من مقاعدهم للسبورة ومشاركتى فى الكتابة عليها.

 

وتضيف: مر الوقت المخصص للحصة، دون أن أشعر، وأثناء خروجى من الفصل، طالبتنى إحدى التلميذات بالتقاط صورة معا، فتوقفت وحصلنا على صورة «سيلفى»، حينها فوجئت بهجوم كبير من باقى تلاميذ الفصل، جميعهم يرغبون فى مشاركتنا تلك الصورة، وظلوا يقولون لى «يا ميس تعالى لينا تانى»، وبعد خروجى من الفصل، شعرت أن ما حدث منحنى طاقة كبيرة للاستمرار فى دراستى، وأصبحت قادرة على تحدى أى حد الآن، لأننى أصبحت أدخل الفصول و»محدش بيخاف منى، واتصوروا معايا كمان، وأصبح بيننا حالة من الحب».

 

شغوفة بالشعر منذ الصغر ودائما ما أن تلقى القصائد الشعرية بالمدرسة والجامعة وهى ذات صيت قوى بأسوان فى هذه الموهبة، اتخذت من إلقاء الشعر سبيلا من أجل الإندماج فى المجتمع وتحدى قيود المجتمع بعزيمتها وإرادتها وساعدت فى تغيير نظرة المجتمع لذوى الاحتياجات الخاصة.

 

قامت بإلقاء الشعر فى العديد من المنتديات والمحافل الأدبية وحازت على الكثير من التكريمات والألقاب والشهادات التقديرية ، وقد قامت بإلقاء الشعر أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حفل تكريم الأمهات المثاليات عام 2015، حيث حصلت والدتها على لقب الأم المثالية لمحافظة أسوان ، وحصلت على لقب سفير النوايا الحسنة من صالون الوعى الوطنى الثقافى والمجلس الدولى للأمم المتحدة.وسفيرة النوايا الحسنة من المجلس القومى لحقوق الإنسان ، كما حصلت على المركز الأول فى مهرجان الإبداع لذوى القدرات الخاصة فى إلقاء الشعر

 

واختتمت هاجر حديثها قائلة: «»مافيش حد معاق..المجتمع هى اللى بيعيق وأبسط حقوقى إنى اشتغل حتى لو بنسبة الـ 5%» كانت تلك الجملة هى تعليق هاجر على ما عانت منه فى حياتها، و»أنا بعمل كل حاجة لوحدى وبخرج لوحدى وعندى ثقة فى نفسى وإرادة إنى أحقق كل أحلامى وفخورة باللى أنا بحققه».وبحلم يكون فيه وزارة لذوى الاحتياجات الخاصة وأكون أنا الوزيرة، وهروح لكل الناس أشوف طلباتهم وأجيبلهم حقوقهم كلها».

 

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *