أخبار عاجلة

حتى الآن

 

بقلم / منال الأخرس
الإحباط والاكتئاب والضياع والفراغ والعجز و التوهان والخفوت قد يكون هو الموت الحقيقي
كم من أموات بيننا حتى في أنفسنا هناك من قتل طموحه ،أحلامه، آماله ، موهبته، إبداعه ، فنه ، تميزه، نجاحه ، ضحكاته ، قتل الأمل …. ….. ….. الخ

 

كل تلك المظاهر وغيرها هي الموت المباح الذي لا عقاب لمن يرتكبه رغم أنه قد يكون مع سبق الإصرار والتعمد ،

الموتى لا يتحركون ولكنهم يشعرون بما حولهم في عالمهم الآخر وربما في عالمنا أيضا ..
أما هؤلاء الموتى الجدد على النقيض تماما إلا أنهم يتحركون ولكن لا يشعرون حتى بأنفسهم ؛ مات بهم الشعور ، مات بهم الإحساس ،مات بهم الأمل والطموح ماتت بهم كل المشاعر ..

عيونهم تحجرت نظراتها ، قلوبهم توقفت عن النبض الحي . اقتصر الأمر على تلك النبضات المعتادة اللازمة لتحريك الجسد ، الملامح تجمدت وتوقفت عن إرسال أي مظهر من مظاهر البهجة أو الحزن ؛ هم لا يبتسمون ، لا يبكون لا يفرحون لا يندهشون ولا يذهلون …. ….. ……
ربما انتهى عصر الجريمة الغير كاملة ؛ وأصبح الآن لدينا ما يمكن أن نسميه الجريمة الكاملة ..

ما صنعته أزمة كورونا العالمية أكبر رد على ما سبق ، لا يوجد ما يسمى بالجريمة الكاملة ، فيروس لا يكمن رؤيته ولا الهروب من مطارداته ، هو الذي أثبت ويؤكد النظرية الأبدية بعدما عشنا أجواء الجريمة الكاملة لسنوات وعقود ، كان عصر الجريمة الكاملة الذي شهد جميعنا تفاصيله ؛ التي تثبت كم الجرائم التي تم ارتكابها دون أن يهتز مرتكبيها لحظة ؛ فقد أمنوا العقاب وأحكموا الحلقات لجرائمهم.
إنهم يتحدون الجميع عيانا بيانا ؛ فكل مجرم تقليدي يخشى أن تكتشف جريمته لكن هؤلاء لا يبالون بذلك الأمر فقد حطموا تلك النظرية – وهذا في حد ذاته جريمة جديدة ؛ لا يوجد لها عقاب حتى الآن – كذلك كل جرائمهم التي يرتكبونها كل لحظة ليس لها عقاب حتى الآن . كما كنا نعتقد ونظن ، جاء القصاص بتفاصيل كثيرة وأحداث واضحة كالشمس . بقدوم كورونا الذي حتما أصبح بفضله عالمنا ليس كما كان .
فضحايا القتل المباح تم قتلهم مع سبق الإصرار بصور شتى وطرق كثيرة جدا . لا يعترف بها القانون فسلاحهم قد يكون الغيرة أو الحقد أو الحسد والبغض للضحايا .
وهذا جزء من موت الضمير فعندما يموت ؛ يموت كل شيء ؛يموت الحق ، يموت العدل ، تموت الفضيلة يموت حتى الجمال .. وتصير مدينتنا مرتعا للأشباح .
كل تلك الأحداث التي عانينا منها تضع أيدينا على بؤر مختلفة ونماذج متنوعة ، تجسد تلك المعاني في شتى صورها . من خلال مواقف وشخوص حية تنبض أحداثها كل يوم بموت جديد ومظهر من مظاهر القتل المباح .ِ
ظننا أن كابوس كورونا سواء كان مؤامرة بيولوجية او سحر قلب على الساحر ليقتص للضحايا بعدما فقدنا الأمل في عقاب كل من احترف ارتكاب الجرائم الكاملة أفرادا وشعوبا وحكومات ودولا و هيئات ، ليتنا انتبهنا قبل فوات الأوان لنتجنبه فننجو من ذلك المصير و لكن ذهب الكابوس ولازلنا لم نفق إلا قليلا و تأخذنا الحروب والأطماع مرة أخرى لجولات جديدة ومعارك يتفنن مديروها ويتطلعون لمزيد من القتلى والضحايا و على الهواء مباشرة تدار حربا عالمية ثالثة بالتزامن مع اقتراب شبح الجوع والعطش وتنضم السودان بفعل فاعل بل قاتل يجيد القتل المباح ولا أمل لنا سوى الله القادر على كل شيء ..

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *