أخبار عاجلة

حين يتحول الألم إلى دواء، ويصبح الحب شفاءً للروح لا نزفًا جديدًا

 

بقلم: دارين فاعور

في العادة، تأتي الجروح بعد الحب أو بسببه.
عاشقان التقيا على وعدٍ بالخلود، ثم فرّقتهما التفاصيل الصغيرة، ليعلّق كلٌّ منهما فشله على شماعة الحب.
لكن، كما غنّت السيدة أم كلثوم يومًا:

> “يا اللي ظلمتوا الحب وقلتوا وعدّيتوا عليه، مش عارفين العيب فيكم ولا في حبايبكم، أما الحب… يا روحي عليه!”

 

فهل فكرنا يومًا أن يكون الحب نفسه هو العلاج لا الجرح؟
أن يولد من رحم الخيبة، ويزهر فوق رماد الانكسار؟
ذلك ما نسميه الحب الشافي… الحب الذي يعيد ترتيب الفوضى في أعماقنا.

 

الحب الذي يرمم الذاكرة

فتاة فقدت والديها في حادثٍ أليم، وبقيت وحيدة تحمل جراحها بصمت.
حتى التقت برجلٍ لم يَعِدها بشيء، لكنه كان الحنان نفسه.
بكلمةٍ طيبة ونظرة صدق، بدأ يرمم بداخلها ما تهدّم.
لم يكن حبًّا عاصفًا، بل حبًّا هادئًا، مثل ضمادةٍ على جرحٍ قديم، يُعيدها إلى الحياة دون ضجيج.

 

الحب الذي يعوّض النقص بالامتلاء

رجلٌ عقيم خاض تجارب زواج فاشلة وأحلامًا مؤجلة.
ثم جاءت امرأة أحبّته كما هو، لا لما يمكن أن يكونه.
أحبّته بصدقٍ نادر، وتبنّت حُلمه المكسور بحنانها.
صارت حياتهما معًا رحلة شفاء مشتركة،
تُثبت أن الحب لا يقاس بالإنجاب، بل بالاحتواء والرحمة.

 

الحب الذي يوقظ القلب بعد السبات

وفي مجتمعاتنا، كم من زيجاتٍ تقليدية بلا نبض،
تُبنى على الواجب والعرف لا على المشاعر!
يمضي الزوجان كرفيقين في طريقٍ واحد، لكن كلٌّ منهما يعيش في عزلةٍ داخلية.
حتى تأتي لحظةٌ يلتقي فيها أحدهما بمن يعيد إليه الحياة،
فيشعر أن هذا اللقاء ليس صدفة، بل قدر أتى ليكمل النقص الذي تركته السنين.

لكن المجتمع لا يرحم…
فالرجل يجد لنفسه المبررات، أما المرأة، فإن اختارت الحب بعد الصبر، تُدان وتُقصى.
ومع ذلك، هناك من تملك الشجاعة لتقول: “كفى وجعًا”.
فتقرر أن تحب لتعيش، لا لتبرر.
حبّها يصبح ضمادًا لجروحٍ قديمة،
يُعيد إليها ذاتها، ويمنحها يقينًا بأن الروح حين تحب تُشفى.

 

الخاتمة: الحب… دواء القلوب الموجوعة

ليس كل حبٍّ جرحًا، وليس كل جرحٍ نهاية.
أحيانًا يولد الحب من بين الرماد، فيعيد للقلوب نبضها وللعيون بريقها.
الحب الشافي لا يطلب امتلاكًا، بل يُقدّم طمأنينة.
هو الذي يجعلنا نُشفى من الماضي دون أن نكرهه،
ويُعلمنا أن نحب رغم الوجع، لا أن نهرب منه.

> فالحب الحقيقي لا يُكملنا فقط…
بل يُعالجنا من أنفسنا

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *