أخبار عاجلة

المتحف المصري الكبير… أيقونة ثقافية تُعيد رسم ملامح الهوية المصرية

 

بقلم/ ماجدة عبد الحي

تعيش مصر اليوم لحظة فارقة في تاريخها الحديث مع افتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر مشروع ثقافي وحضاري في القرن الحادي والعشرين، في حدث عالمي يليق بعظمة الحضارة المصرية التي لا تزال تبهر العالم حتى اليوم.

الافتتاح المرتقب لم يكن مجرد مناسبة رسمية، بل تحوّل إلى حدث وطني جامع أعاد إلى المصريين روح الانتماء والاعتزاز بالجذور، وفتح آفاقًا جديدة للتفاعل مع التاريخ والوعي الثقافي.
فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعًا بين الشباب والأطفال الذين انشغلوا بالبحث عن رمسيس الثاني وحتشبسوت وتوت عنخ آمون، في محاولة لاستكشاف أسرار أجدادهم الذين صنعوا أعظم حضارات الإنسانية.

هذا الزخم الشعبي يعكس كيف استطاعت الحضارة المصرية القديمة أن تُعيد إحياء شغف المعرفة في الأجيال الجديدة دون توجيه مباشر أو حملات دعائية.
لقد نجحت الرموز الفرعونية بما تحمله من مجد وخلود في ترسيخ قيم الهوية والانتماء، محققة ما عجزت عنه المناهج التعليمية لسنوات طويلة.

يُعد المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد صرح أثري؛ فهو رمز لإرادة مصر الحديثة ورسالة ثقافية للعالم تؤكد أن مصر لا تزال منارة للحضارة والفكر والإبداع.
إنه مشروع يجسد التكامل بين الماضي العريق والمستقبل الطموح، ويعكس رؤية الدولة المصرية في استثمار التراث كقوة ناعمة تعزز مكانتها الإقليمية والدولية.

وفي محيط المتحف، تفيض مشاعر الفخر بين الزوار، وتُوثق العدسات لحظات الافتتاح وسط أجواء احتفالية مهيبة.
وكأن أرواح الأجداد من ملوك الفراعنة تحلّق فوق المكان، تبث في النفوس طاقة الأمل والثقة بأن مصر، التي خطّت أول حروف الحضارة، ما زالت قادرة على صناعة المجد من جديد.

اليوم، تتألق مصر في عيون العالم، وتؤكد أن جذورها الممتدة عبر التاريخ هي نفسها التي تمنحها القدرة على التجدّد والتأثير.
فبين ماضيها المشرق وحاضرها الواعد، تواصل هذه الأرض المباركة أداء رسالتها الحضارية الخالدة:
أن تصنع التاريخ… وأن تظل حارسة للنور.

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *