أخبار عاجلة

حين يصبح الحب وعيًا… د. مها رمضان: “الزواج رحلة نضج لا عقد امتلاك”

 

في حوار خاص  تكشف خبيرة العلاقات الأسرية أسرار التواصل العاطفي وفن الاحتواء بين الأزواج.

الدكتورة مها رمضان
خبيرة العلاقات الأسرية والشؤون الزوجية، واستشارية الوعي العاطفي والطاقة الإيجابية.
عرفها الجمهور من خلال محاضراتها ودوراتها التدريبية التي تمزج بين العلم النفسي والفهم الإنساني العميق لطبيعة الرجل والمرأة.
اشتهرت بأسلوبها الدافئ والصادق الذي يعيد للمرأة ثقتها بنفسها، وللرجل وعيه بدوره الحقيقي في بناء علاقة صحية تقوم على الاحترام والتوازن.
شعارها الدائم:

“العلاقات لا تُصلح بالقوة، بل باللُطف والنية الصادقة.”

حوار: أحمد شلبى

في عالم تتسارع فيه الضغوط وتبهت فيه المشاعر، أصبح الحب تحديًا يحتاج إلى وعي أكثر من حاجته إلى وعود.
وفي هذا الزمان المليء بالضجيج، تظل الدكتورة مها رمضان نموذجًا للصوت الهادئ الذي يدعو إلى التوازن بين القلب والعقل، والعاطفة والنضج.
في هذا اللقاء، تفتح لنا أبواب خبرتها الطويلة في مجال العلاقات الزوجية، لتكشف كيف يمكن للحب أن يصبح طاقة شفاءٍ لا مصدر وجع، وكيف يتحول الزواج من التزام ثقيل إلى رحلة دفء وسكينة.

 

س: ما أكثر ما يهدد استقرار العلاقات الزوجية اليوم؟
ج: أكبر تهديد هو غياب النضج العاطفي.
الكثيرون يدخلون الزواج بعقلية “الامتلاك” لا “الشراكة”، فيتسلل التوتر والخوف إلى العلاقة.
الحب الحقيقي هو أن أرى شريكي كما هو، لا كما أريد أن يكون.

 

س: هناك من يشعر أن الزواج فقد بريقه، كيف نستعيده؟
ج: البريق لا يختفي، بل يُغطّيه الغبار اليومي.
الكلمة الطيبة، اللمسة، نظرة الامتنان… هذه التفاصيل الصغيرة تُعيد وهج الأيام الأولى.
الاهتمام ليس رفاهية، بل طوق نجاة.

 

س: كيف يمكن للزوجين تجاوز الخلافات دون أن تترك ندوبًا في العلاقة؟
ج: أولاً، لا تتحدثوا أثناء الغضب.
وثانيًا، لا تُعاقبوا بالصمت.
وثالثًا، لا تُسقطوا أخطاء الماضي في وجه بعضكم.
فن الخلاف هو أن نُدير العاصفة دون أن نخسر الأمان.

 

س: الملل بعد سنوات الزواج… هل هو قدر محتوم؟
ج: أبدًا. الملل لا يأتي من الزمن بل من غياب التواصل.
كل علاقة تحتاج إلى “أنفاس جديدة”: هدية بسيطة، جلسة صادقة، نزهة مفاجئة.
العلاقات مثل الزهور… إن لم تُروَ، تذبل.

 

س: البعض يختار الصمت لتجنّب الخلاف، هل هو حل سليم؟
ج: الصمت الذكي نعمة، لكن الصمت البارد مسافة قاتلة.
حين نكفّ عن الحديث، نكفّ عن القرب.
الجميل أن نتعلم “متى نصمت لنُهَدّئ، ومتى نتكلم لنُصلح”.

 

س: الطلاق أصبح ظاهرة مقلقة، كيف تفسرين ذلك؟
ج: السبب الرئيس هو أننا لا نُهيّأ للزواج نفسيًا وعاطفيًا.
نُعلَّم كيف نعمل ونكسب، لكن لا أحد يُعلّمنا كيف نُحب ونتواصل.
لهذا أدعو إلى برامج تأهيل ما قبل الزواج لتصحيح المفاهيم وبناء وعي مشترك.

 

س: لو طُلب منك وضع “ميثاق حب” بين كل زوجين، ما بنوده؟
ج:

1. ألا نرفع أصواتنا في وجه بعضنا مهما كان الخلاف.

2. أن نعتذر بصدق، ونغفر بكرم.

3. أن نحافظ على وقتٍ خاصٍّ بنا مهما ازدحمت الحياة.

4. أن نُذكّر بعضنا بأسباب الحب الأولى.

5. وأن نكون دائمًا فريقًا واحدًا، لا خصمين يبحثان عن الانتصار.

 

 

كلمة من القلب – نصائح د. مها رمضان:

“العلاقة الزوجية لا تنجح بالذكاء وحده، بل باللطف.”
“امنحوا مشاعركم فرصة للنضج قبل أن تُطالِبوا بالكمال.”
“البيت ليس مكانًا للجدال، بل حضنًا للسكينة.”
“حين تحتوون بعضكم بالحب، لن تهزمكم أي عاصفة.”

بهذا الهدوء الجميل والكلمات المضيئة، تذكّرنا د. مها رمضان أن الحب ليس وعدًا يُقال، بل وعيًا يُمارس.
أن تكوني أنثى ناضجة، يعني أن تُحبي بحضورك لا بتملكك، وأن تمنحي الأمان لا المطالب.
وأن تدركي أن الزواج ليس نهاية الحلم… بل بدايته الحقيقية.

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *