كتبت : هناء على
في كل عام، يثبت مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أنه ليس مجرد حدث فني عابر، بل هو عرس ثقافي عالمي تتلاقى فيه الصور مع الكلمات، وتتحاور فيه الشعوب عبر شاشة واحدة تجمعهم على حب الفن والجمال. وعلى امتداد أيامه، تتحول القاهرة إلى منصة دولية نابضة بالحياة، تحتضن الإبداع القادم من الشرق والغرب، وتفتح ذراعيها لأجيال من السينمائيين والحالمين.
هذا العام، جاءت الفعاليات لتؤكد مكانة المهرجان وريادته في المنطقة العربيّة، فقد تنوّعت الأفلام بين العربية والغربيّة، وتفاوتت الثقافات، لكنّها اجتمعت على قيمة واحدة: أن السينما لغة عالمية تتخطّى الحدود وتجمع القلوب.
وما كان لهذه الصورة المشرقة أن تكتمل لولا الجهود الجبّارة التي بذلها منظّمو المهرجان. فقد بدا كل شيء مُتقنًا، مهيبًا، يعكس حرصًا شديدًا على تقديم دورة تليق بتاريخ القاهرة ومكانة السينما المصرية.
من حسن الاستقبال إلى روعة النظام، ومن تنظيم العروض إلى تنسيق السجادة الحمراء التي ازدانت بحضور فنانين يتمتعون بالأناقة والذوق الرفيع… كل تفصيلة حملت بصمة إبداع وجهد حقيقي.
إنّ أسلوب عرض الأفلام جاء هذا العام أكثر حداثة وجاذبية، مع انتظام دقيق في المواعيد، وملفّات تقنية متقدمة ضمنت للمشاهد تجربة متكاملة. كما أن التعامل الراقي من جميع فرق العمل عكس مستوى عالياً من الاحترافية والالتزام.
ولهذا، فإننا نتقدّم بكل الشكر والتقدير إلى إدارة المهرجان، وإلى جميع العاملين خلف الكواليس، الذين أثبتوا أن النجاح لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة تعبٍ وإصرار وإخلاص. لقد منحتم الجمهور صورة مشرفة عن مصر، وقدّمتم للعالم رسالة مفادها أن القاهرة لا تزال حاضنة للفن، وقادرة على تجديد حضورها في قلب الخريطة السينمائية العالمية.
كل التحية لكل فرد ساهم في هذا النجاح… وكل التحية لعرس السينما الذي يملأ القاهرة نورًا وجمالًا عامًا بعد عام.
معاق برس حقوق لا عطايا