أخبار عاجلة

الاعاقه الحركيه الناجمة عن البتر

مبتورو الأطراف يختبرون وجعًا نفسيًا يصعب على الشخص السليم الشعور به.لانه يتحول من شخص سليم الى معاق

“الإعاقة” “ تُطلق عادة على كل شخص أو فرد، بعد مدة من الزمن، يجد نفسه غير قادر بسبب حالته الجسدية أو النفسية، على المشاركة الكلية في النشاطات التي تتناسب مع عمره،

وتجعل “الإعاقة” صاحبها مع “حاجته إلى عون خارجي، يشعر بالخيبة والإحباط والدونية، ويُعدّ البتر أحد أنواع “الإعاقة””.

ففي الدراسة التي أعدها الباحثان، مهند دلال وفاتن الحلبي من “المركز السوري للدراسات والأبحاث” في “منظمة وطن”، محاولة علمية للاقتراب من نفسيات هؤلاء المصابين.

تشير الدراسة أن “البتر قد يترك آثارًا سلبية كبيرة، على وظائف الحياة العادية، في الجوانب النفسية والاجتماعية والمهنية، نتيجة الشعور بالخسارة لفقدان عضو من الجسد، ويعاني صاحبها من الأعراض والأمراض النفسية”، ومن أهمها” اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق، المتمثل في قلق الموت، وعدد من المشكلات الجنسية والجسدية، ومن آلام الطرف الشبح”.

تتعرض هذه الفئة لصراع؛ “بسبب نوازعها الداخلية التي تصطدم بعدم القدرة على تنفيذ هذه النوازع نتيجة قيود ‘الإعاقة’، والخوف من المستقبل والقلق من المجهول”.

 

  • خصوصية تميز أصحابها عن الآخرين

تؤكد الدراسة أن عملية البتر، تصبح “خصوصية تميز أصحابها عن الآخرين، ونظرًا إلى أهمية هذه الصورة في بناء المشاعر”، فإن “هؤلاء الأفراد بحاجة إلى دعم مادي واجتماعي، بهدف زيادة التأقلم وتعزيز التكيف، وتبديل الصورة السلبية عن الجسم”.

وتضيف أن الصلابة النفسية إحدى سمات الشخصية التي تساعد الفرد في التعامل الجيد مع الضغوط، والاحتفاظ بالصحة الجسمية والنفسية؛ إذ ” يتصف ذوو الشخصية الصلبة، بالتفاؤل والهدوء الانفعالي؛ لذلك، فإنهم يحققون النجاح ويستطيعون تحويل المواقف الضاغطة إلى مواقف أقل تهديدًا”.

تختلف أيضًا قدرة المصاب على التفاعل، بالمستوى الذي يمتلكه من التفاؤل والتشاؤم، فالمتفائل” يتوقع الخير والسرور والنجاح، وينجح في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، والمتشائم يتوقع الشر واليأس والفشل وينظر إلى الحياة بمنظار سلبي”.

تلفت الدراسة إلى أن فئة مبتوري الأطراف، “تواجه مشكلات معقدة وحساسة في مختلف المجتمعات، وأينما وُجدوا”، و”الإعاقة” عمومًا، والبتر خصوصًا، يمثل مشكلة جسمانية نفسية اجتماعية، تؤثر في الأفراد ومحيطهم، ويترك آثارًا بالغة، و”تغيرات مهمة في التكوين النفسي والاجتماعي للشخص مبتور الأطراف؛ ما ينعكس على حياته العامة والخاصة”، وينعكس أيضًا على درجة تقبله صورة جسمه، ومفهوم الذات لديه ومستوى النضج، ودرجة تفاؤله بالحياة، وصلابته النفسية.

استندت الدراسة إلى نتائج أسئلة وجهتها لعينات مختلفة من مبتوري الأطراف، بحيث تباينت بالأعمار والمهن ونوعية البتر، والوضع الاجتماعي، والافادة من الرعاية أو من طرف صناعي وغير ذلك، وطُبق في ريف حمص الشمالي، وريف حماة الجنوبي، في مناطق يحاصرها النظام السوري.

البتر هو أن يجري فصل أحد الطرفين، السفليين أو العلويين، جزئيًا أو كاملًا، عن الجسم، وذلك بعدّه نوعًا من العلاج أو لتخليص الجسم من عاهة، ويُعرف بأنه حال من” العجز يفقد فيها الشخص أحد أطرافه أو بعضها أو كلها”، وذلك بحسب توصيف عبد المجيد حسن الطائي في “طرق التعامل مع المعوقين”.

في العادة لا يشكل بتر أحد الأطراف، في أيام الطفولة أو المراهقة أو الشباب، إعاقة حركية جدية، لأن الفرد يستطيع، مع تطور الطب والعلم، استعمال الأطراف الصناعية، لكن البتر قد يشكل عائقًا للمتقدمين في السن.

  • آثار سلبية الناجمه عن البتر

 

وهنالك آثار سلبية مختلفة يمكن ملاحظتها على المصاب، كالانعزال والانطواء، وقلة العلاقات الاجتماعية، مع ظهور حالات من ضعف المناعة، وفقدان للأمل، والشعور بعدم الأمان والاطمئنان، واللجوء إلى الدين، وعدم الإحساس بالوقت، والإسراف في الوسائل الدفاعية.

بينت الدراسة أن 65.27 في المئة من العينة المختارة، يعانون من قلق على المستقبل قلقًا مخيفًا، و20.83 في المئة يعانون قلقًا متوسطًا، و13.88 من قلق شديد.

وبيّن المسح أن نسبة 2.77 في المئة من المصابين لا يتقبلون صورة أجسامهم بدرجة منخفضة، في حين أن 95.83 في المئة منهم لا يتقبلون صورة أجسامهم بدرجة متوسطة، و1.38 يعانون عدم تقبل الصورة بدرجة مرتفعة.

يرى الباحثان، دلال والحلبي، أن الفرد المبتور قلق بشأن مظهره الجسماني، فهو يعرف أن الآخرين ينظرون إليه وإلى وضعه من زاوية البتر، وهذا يزيد قلقه.

وأن السبب وراء كون معظم أفراد العينة من المبتورين، لا يتقبلون أجسامهم بدرجة متوسطة، يعود إلى أنهم مازالوا يعيشون الحرب، فالخوف والقلق حال مستمرة؛ بسبب القتل والاشتباكات والقذائف، وهذا يشغلهم عن التفكير في وضعهم الجسماني.

من الأسباب -أيضًا- الشعور بالمسؤولية والالتزام تجاه الآخرين، والرغبة في الاندماج مع المحيط، كي يفوا بالتزاماتهم، مع تعرض أقاربهم وبلدانهم للدمار والقصف. كل ذلك ساعد في تخفيف الاضطرابات النفسية عندهم.

  • ضرورة تقديم برامج إرشاد ودعم نفسي

يوصي الباحثان بضرورة تقديم برامج إرشاد ودعم نفسي للأفراد الذين تعرضوا لعمليات بتر، ولأسرهم والمحيطين بهم أيضًا، وتدريب الأطر الطبية على التعامل مع هذه الحالات الصادمة للشخص، والعمل لتوفير فرص عمل، وبرامج قروض، لتأسيس مشروعات صغيرة، وتنمية المهارات الحرفية وتطويرها لديهم، وتحويلها إلى مرحلة الإنتاج.

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *