أخبار عاجلة

متفصل علشانهم.. أول براند مصري لأزياء تناسب ذوي الإعاقة

فوق كرسيها المتحرك، الذي بات رفيق رحلتها، جلست إيمان مراد في استعداد تام لأخذ مقاسات جسدها بـ”المازورة” بواسطة مصممة الأزياء خلود عماد الدين، مشاعرها اختلطت بين الفرحة والترقب في انتظار رؤية التصميم الجديد للملابس التي تناسب ظروفها الصحية الخاصة وترفع عنها عناءً يؤرقها صباح كل يوم قبل خروجها من المنزل، تناقشها في عقبات تواجهها أثناء قياس الملابس في المحلات وخلال خلعها وتبديلها كل يوم، لا يفهمها سوى مستخدمو الكراسي المتحركة، تحاول مصممة الأزياء الإنصات إليها جيدا لتبدع في إخراج قطعة ملابس سهلة الاستخدام جذابة المظهر تواكب الموضة في عالم أزياء البنات: “نفسي ألبس بنطلون من غير معاناة وألبس فستان ويكون طوله مناسب عشان عجل الكرسي المتحرك”، تقول إيمان في بداية حديثها لـ”الوطن”.

مطالب تبدو-رغم بساطتها- بعيدة المنال عن مرمى أهدافهم، حادث قدري أو خلل جيني هما الحائل بينهم وبين حياة خالية من العقبات المتشابهة، تتجدد المعاناة مع أول شعاع ضوء يشق طريقه إلى جفونهم صباح كل يوم حتى ألفوا صعوبتها، وباتت تفاصيل يومهم مفصّلة على أدواتهم الخاصة بهم، الكرسي المتحرك والطرف الصناعي، عراقيل تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء ارتداء الملابس والأحذية والإكسسوارات، وفي يوم وليلة لاح بصيص الأمل وبدت الأزمة في طريقها للانفراجة حينما بادرت أشجان رجب، مؤسس شركة “180 درجة” المعنية بدعم ذوي الإعاقة، إلى حل مشكلاتهم، بعد الاستماع إلى شكواهم، فما كان منهم إلا الإفصاح عما كانوا يخجلون منه من قبل.

85fd28c7ee.jpg

أشجان صاحب الفكرة: هدفنا تصميم ملابس مناسبة للإعاقات المختلفة للتسهيل عليهم

“جايين نعرف مشكلات يومية بتقابلهم في خلع وارتداء الملابس، ونصمم ملابس تناسبهم، عايزين نعيش حياة طبيعية”، تقول أشجان في بداية حديثها عن بدء تتنفيذ أول”براند” ملابس مصري لذوي الاحتياجات الخاصة في مصر.

الفكرة التي كانت بمثابة حلم نبت في ذهن أشجان بمرور الوقت، انطلقت من خلال ورشة عمل عقدتها في نهاية العام الماضي للاستماع إلى مقترحات الشباب من ذوي الإعاقة، والمتعلقة بمعاناتهم في ارتداء الملابس وخلعها أو صعوبة الحصول على مقاسات تناسب أجسادهم بالنسبة لقصار القامة، وإيمانا منها بحقوق تلك الفئة في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي قررت البدء في تنفيذ أول ماركة ملابس لذوي الإعاقة يضعوا أشكالها وطريقة تفصيلها بأنفسهم،”شركتنا مهتمة بتوفير كل سبل الإتاحة لذوي الإعاقة منها إتاحة متعلقة بتصميم أثاث يناسبهم ومنها إتاحة بتنفيذ ملابس سهلة اللبس”، بحسب قول أشجان صاحب المبادرة ومؤسس الشركة القائمة على الفكرة. 

14623619411598108264.jpg
15093416211598108270.jpg

زينب من قصار القامة: مش بلاقي فستان يناسب جسمي وأوقات بضطر اشتري هدوم وأقصرها كتير وأضيقها

قبالة مرآتها التي تتوسط غرفتها الصغيرة، كثيرا ما قضت زينب، من قصار القامة، وقتًا طويلا تتخيل فستانها الأنيق الذي تحلم بارتداءه في أي مناسبة، تتبدد أحلامها مع أول جولة على محلات بيع ملابس الأفراح والسهرات،”مش بلاقي فستان يناسب جسمي تماما وأوقات بضطر اشتري هدوم وأقصرها كتير وأضيقها”، بحسب تعبيرها.

كثيرا ما لجأت الفتاة العشرينية إلى التفصيل، ولكن “مش بيكون بجمال اللبس الجاهز” وما بين التفصيل والجاهز الذي يحتاج خطوات عدة ليناسبها كادت أن تيأس زينب من تحقيق حلمها في ارتداء فستان سهرة يلفت أنظار الجميع لها في أي حفل، حتى سمعت عن مبادرة أشجان وتلقت دعوة حضورها بفرح شديد: “أخيرا هعرف ألبس هدوم مقاسي ومن غير تقصير وتضييق وعلى الموضة”.

صعوبات متفاوتة أفصح عنها ذوي الإعاقة، تلقتها مصممة الأزياء خلود، التي تعمل في مجال الأزياء منذ 10 سنوات، بصدر رحب، تترجمها على الفور إلى تصاميم مرسومة على أوراق أجندتها الخاصة رغبة منها في تصميم ما يناسبهم استعدادا لإطلاق خط ملابس مخصص لتلك الفئة: “دايما كنت بتمنى أصمم ملابس تساعد الفئة دي ومكنتش عارفة أبدأ منين”، إلى أن تلقت دعوة مؤسس الشركة الناشئة القائمة على الفكرة فوجدت فيها منفذا لتحقيق رغبتها.

4062957811598108268.jpg
18248526961598108279.jpg
11833797701598108275.jpg

مرضى الشلل الدماغي لايستطيعون التحكم في غلق أزرار القميص 

لمرضى الشلل الدماغي معاناة خاصة تتمثل في عدم قدرتهم التحكم في أعصاب اليد لإغلاق أزرار القميص، وهو ما قررت مراعاته في تصميم ملابس تلك الفئة: “الزراير ممكن نستبدلها بتي شيرت مقفول وواسع من الراس عشان يتلبس بسهولة من غير ما يحتاج الشخص قفل زراير تسهيل ارتداء الحذاء لمستخدمي الأطراف الصناعية”، بحسب قول مصممة الأزياء التي حرصت على الاستماع لشكاوى الشاب حسن محمد، مريض شلل دماغي من بين الحضور بفعالية البدء في تنفيذ أول ماركة ملابس لذوي الإعاقة. 

صعوبة في لحظة خلع واستبدال البنطال لمستخدمي الأطراف الصناعية في القدم، وفي خلع واستبدال القميص لمستخدمي الأطراف الصناعية في الأيدي، عبر عنها أحد الشباب الحضور من مستخدمي الأطراف الصناعية في القدم، تسعى خلود لمعالجتها بتصميم ملابس سهلة الارتداء، مزودة بـ”سوستة” على حسب تعبيرها، دون حاجة الشخص إلى خلع الطرف الصناعي في كل مرة.

لاتزال خلود منهمكة في تصيم الأزياء على أوراق أجندتها وفقا للشكاوى والاقتراحات التي تلقتها من الحضور من أصحاب الإعاقة المختلفة، لا يفصلها عن تركيزها الشديد إلا صوت أحد الشباب يقدم مقترحًا جديدا لشكل الملابس التي يحلم بتوافرها فمتسك بالممحاة التي ترافها في حقيبة أدواتها وتمسح جزءًا من الرسمة لتضيف عليها التعديل الجديد، وبحسب قول أشجان القائمة على تنفيذ الفكرة، فور الانتهاء من اعتماد تصميمات الملابس كلها ستبدأ في التعاقد مع أحد المصانع لتنفيذها وطرحها في السوق بأسعار تناسب الجميع.

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *