أخبار عاجلة

الطوفان

بقلم /محمد سلامة

نوح عليه السلام لُقّب بأبي البشر الثاني ،
وهو أوّل رسول أرسله الله إلى الناس ،
لدعوتهم إلى توحيد الله عزّ وجلّ ،
وهو نوح بن لامك بن متوشلخ
بن أخنوخ أي (( إدريس )) ،
وينتهي نسبه إلى :
شيث بن آدم أبي البشر ،
وذُكِر نوح عليه السلام في القرآن الكريم في 43 موضعاً ،
بالاضافة الى سورة باسمه (( سورة نوح )) ،
صنّفه الله سبحانه وتعالى مع الرسل أولي العزم ،
و(( أولي العَزم )) في القرآن تعني :
الرُسل الأقوياء الأشداء الصابرين القادرين
على تحمل (( المهام الشاااقة )) وتحقيقها ،
وهم خمس رُسل :
(( نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد )) ،
،،،،،،،،،،،،،،،ء
بعد أن لبث نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً
يدعو قومه بالليل والنهار ويحذّرهم
من عاقبة النار دون أن يكل أو يمل ،
على الرغم من : آذانهم الصماء
وقلوبهم القاسية وعقولهم المتحجرة ،
آمنت به قلة قليلة وكفرت به الكثرة الباقية
وقد اتّبعه القلة من فقراء قومه
حيث يقدرون بـ 80 نفساً فقط ،
وكان من بينهم أبناءه الثلاثة :
(( سام ، وحام ، ويافث )) ،
أمّا الابن الرابع (( كنعان )) فلم يتبعه ،
فأوحى الله إليه قوله
بان لن يؤمن من قومه إلا من أمن بالفعل ،
فتوجه نوح إلى ربه داعياً
بان لايبقي داراً على الأرض لكافر ،
،،،،،،،،،،،،،،،ء
فاستجاب الله دعاء نوح ،
واوحى إليه أن يصنع سفينة ،
وأمره الله أن يركب السفينة ،
هو ومن معه من قومه الذين اتّبعوه ،
وأن يأخذ معه زوجين اثنين من كلّ صنف
من النباتات والطيور والحيوانات ،
وعندما حلّ عذاب الله ،
وتفجّرت الأرض بالماء المنهمر ،
نادى نوح ابنه (( كنعان )) ليركب معه ،
لكنه رفض وقال بأنه سيحتمي بأحد الجبال
فرد عليه نوح قائلاً :
(( لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ ،
وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ )) ،
،،،،،،،،،،،،،،،ء
وهكذا حل الطوفان بقوم نوح العصاة ،
ونجى الله نوحاً والذين أمنوا معه ،
بعد أن رسيت (( سفينة نوح )) على (( جبل الجودي )) ،
المعروف اليوم بـ (( جبل أرارت )) ،
بـ (( جزيرة ابن عمر )) (( شرقي تركيا )) ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وتزوّج كل من كان مع نوح وتكاثروا
وعاشوا بسلام حتّى ملؤوا الأرض جميعها ،
فسُميَ سيّدنا نوح بــ (( أبي البشر الثاني ))
وتكاثر أبناء سيدنا نوح
الذين ركبوا معه السفينة ،
فخرج (( سام وأبناؤه )) نحو الجنوب الغربي باتجاه جزيرة العرب ،
وانطلق (( حام وأولاده )) نحو الجنوب ، فأقاموا في جنوبي العراق ،
وتفرق الجميع بعد ذلك في شتى بقاع الأرض ،
،،،،،،،،،،،،،،ء
(( أصل الاصنام وسبب عبادتها )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
بعد فناء من كفر ولم ينجُ سوى الصالحين ،
كان هناك (( قوماً صالحين )) بين آدم ونوح
و(( كان لهم أتباع يقتدون بهم )) ،
(( فلما مات الصالحون )) ،
قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم :
(( لو صورناهم )) أي (( رسمناهم )) ،
كان أشوق لنا للعبادة إذا ذكرناهم أي :
سنشتشعر وجودهم ونحس أرواحهم
بشكل أفضل – فصوروهم (( رسموهم )) ،
فلما مات هؤلاء القوم وجاء قوم آخرون
من أبنائهم وأحفادهم جائهم إبليس وقال :
( إنما كانوا يعبدونهم ) وبهم يسقون المطر
ويقضون الحاجات (( فعبدوهم )) ،
ولما طالت العهود والأزمان ،
(( جعلوا تلك الصور تماثيل مُجسدة )) ،
لتكتسب صفة البقاء لأطول زمن ممكن ،
ثم عُبدت تلك التماثيل بعد ذلك
وأصبحت هي الألهة ،
،،،،،،،،،،،،،،ء
وكما بدأت عبادة الأصنام أول عهدها ،
( تكررت نفس الاحداث ثانيأَ بعد الطوفان )
وبعد أن صنع كل ناجي على ظهر السفينة
صورة لاحبابه تحولت مع الوقت إلى تمثال
مات الناجين (( وجاء الأحفاد ))
ليعبدوا مَن أحبهم الأباء
وصنعوا لهم تماثيل !!
،،،،،،،،،،،،،،،ء
(( هود نبي الله ، وقوم عاد )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
هود ،، نبي عربي
يعود نسبة إلى سيدنا نوح عليه السلام ،
وهو هود بن عبدالله بن رباح بن الجارود ،
بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام ،
وقيل عنه أنه أول من تكلم اللغة العربية ،
أرسله الله سبحانه وتعالى إلى قوم عاد ،
،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وهنا وجب التنويه الى أن !!
هود عليه السلام هو :
(( اول من تحدث اللغة العربية )) ،
كما أنّ سيدنا اسماعيل عليه السلام هو :
اول من تحدث (( اللغة العربية الفُصحى ))
عندما تعلمها من قبيلة (( جُرهُم ))
قبيلة زوجته المصرية ،
وهناك وجب التنويه
أن هناك ثلاث أنواع للعرب :
(( العرب البائدة ، والعرب العاربة ،
والعرب المُستعربة )) ،
العرب البائدة : هم عرب ماقبل سيدنا نوح ،
الذين أبادهم الله ، أما العرب العاربة :
فهم الذين بدأو من سيدنا إسماعيل ،
أما العرب المستعربة : فهم الناتجين من اختلاط الاجناس ، (( إنتهى التنويه )) ،
ونعود لنستكمل المقال ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
(( من هم قوم عاد )) ؟؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
قوم عاد من أشهر وأقوى واضخم
القبائل جسمانياً في زمانهم ،
فهم من قبائل العرب العاربة عربية الأصول
وينسبنوب إلى : (( عاد – جدهم الأكبر )) ،
وهو (( أول من عبد الأصنام )) ،
بعد دعوة نبي الله نوح ،
فأرسل الله إليهم سيدنا هود لهدايتهم
وترك عبادة الأصنام ،
،،،،،،،،،،،،،،،ء
(( أين كان يوجد قوم عاد )) ؟؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
كانت هذه القبيلة تعيش في ((مدينة إرَم ))
شرقي اليمن غرب عُمان في (( الأحقاف ))
و (( إرَم )) هي عاصِمة مدينة قوم عاد ،
وتقع في : الجنوب الشرقي
للمملكة العربية السعودية ،
حيث أن مدينة إرَم وُصفت في القرآن
بأنها (( ذات العِماد )) أي :
(( ذات الأعمدة الضخمة العااالية )) ،
وهذه المنطقة تعرضت إلى تغيرات مناخية
حولتها إلى (( صحارى رملية هشّة )) ،
بعد أن كَانتْ أراضي خِصبة مُنْتِجةَ ،
فقد كانت مساحات واسعة مِنْ المنطقةِ
مغطاة بالخضرة كما أُخبرنا القرآنِ الكريم ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وتميز قوم عاد بفنون العمارة ،
فكانوا يسكنون منازل ضخمة الأعمدة ،
تتميز بالرقه والجمال والإبداع ،
وكان لديهم أراضي كالجنان
بها الكثير من المواشي ،
وأنعم الله عليهم بالكثير من النعم منها :
كثرة الأموال والأبناء ،
كما رزقهم بقوة في الأبدان ،
فأصبح لديهم جيوش عسكريه
تتمتع بقوة بدنية عظيمة ،
لم يأتي مثلها قط إلى الآن ،
كما كانو يتميزوة بالمساكن الفاخرة، ،
والتقدم الحضاري في كافة المجالات ، كالزراعة والصناعة ،
،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وجاء هؤلاء القوم بعد قوم نوح عليه ،
ولم يتأثروا بما حدث لقوم نوح ،
بل بالرغم من كل هذه النعم
لم يشكروا الله عليها ،
واستمروا في كفرهم وضلالهم ،
ولم يتسجيبوا إلى سيدنا هود عليه السلام ،
واستمر سيدنا هود يدعوهم إلى عبادة الله
وكان بمفردة يواجه هؤلاء القوم ،
ولكنهم استهزءوا به وسخروا منه ،
ووجهوا إليه الإتهامات والشتائم ،
،،،،،،،،،،،،،،،،ء
كان قوم هود هم :
أول من عاد لعبادة الأصنام بعد قوم نوح ،
حيث بقيت الأرض لعشرات القرون ،
من أول سيدنا أدم إلى سيدنا نوح
مليئة بالسلام والكل موحد بالله
حتى جاء قوم نوح وعبدوا الأصنام
فأهلكهم الله ولم يبقى منهم سوى المؤمنين
ثم جاء قوم عاد وهم قوم نبي الله هود ،
الذين عبدوا الأصنام واستهزءوا بنبيهم ،
نكروا فضل الله عليهم وكفروا بآياته ،
فكان لديهم العديد من الصفات السئية ،
التي أهلهكم الله بسببها وهي :
الكبر والعند والكفر والتجبر والبطش
والجحود والتمسك بعبادة الأصنام ،
وكانوا يقولون : من أشد منا قوة ؟؟
فرد عليهم ربنا وقال : (( أولم يروا
أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة )) ،
،،،،،،،،،،،،،،ء
واستمر هود يدعوهم لسنوات
وصبر ولم ييأس ،
حتى أصبح قومه أكثر عناداً وتكبراً فحذرهم من غضب الله ،
وقال لهم أنه قادم لا محاله ،
وأنه سينتظر اليوم
الذي سيرسل الله غضبه عليهم ،
وتبرأ منهم ودعا ربه أن يستجيب له ،
فإستجاب الله تعالى إلى سيدنا هود ،
وأرسل إليهم العذاب ،
حيث حجب الله تعالى عنهم المطر
حتى حل عليهم القحط والجفاف ،
وأرسل إليهم الريح الشديدة العاصفة ،
حيث كانت الريح ترفعهم إلى السماء وتلقيهم على الأرض (( أعاصير )) ،
ومن شدتها كانت تدخل اجسادهم
تخرج احشائهم وتتركهم خاوين ،
مثل جذوع النخل الخاوية ،
(( كأنهم أعجاز نخل خاوية )) ،
واستمرت (( ثمانية أيام وسبع ليالي )) ،
حتى دمرت كل شيء ،
ولم يبقى منهم أحداً إلا عمرانهم وأبنيتهم
لتكون شاهدة على وجودهم بعد موتهم ،
وسيدنا هود عليه السلام ومن آمن به ،
وكلمه (( ريح )) لغوياً تدل على العذاب ،
أما كلمة (( رياح )) تدل على الخير ،
،،،،،،،،،،،،،ء
إنها قصص تؤكد كم من بِدع
تحولت إلى عادات ،
وعادات ،، تحولت إلى عبادات بمباركة : (( رجال الكهنوت )) من كل الديانات ،
ليربحوا هم المكاسب : القرابين والنذور
وأموال الذكاة والعشور ونتجرع نحن
نتائج (( المغالاة في الحب المتطرف )) ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
(( الأحقاف في القرآن )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
إنها السورة رقم (( 46 )) بالقرآن الكريم ،
وكلمة الأحقاف جمع (( حِقف )) وتعني :
الرِمال أو الرمال المرتفعه ،
إنها السورة التي تروي لنا :
ماذا فعل الله بطغاة الأرض في ذلك الزمان
(( قوم عاد وثمود )) الَّتِي
(( لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ )) !!
أصحاب الحضارة ،
الذين إشتُهِرو ببناء الصُروح العظيمة ،
والقصور الفارهة ذات الأعمدة العاااالية ،
الذين طغوا في البلاد ،
وعصو نبي الله هًود وأمعنو في إيذاء ،
فأنزل الله عليهم العذاب فأهلكهم
(( بريح صَرصرٍ عاتية )) أي : ريحاً عاصفة
مًحملة بالغبار والأتربة شديدة الصوت ،
تقتلع كل ماتصادفه ،
وكلمة (( صرصر عاتية )) أي : (( بااااردة ))
تحرق ببردها كإحراق النار سَخّرها عليهم
سبع ليال وثمانية أيام مُتصِلة بلا إنقطاع ،
(( حُسوما )) فترى القوم فيها صرعى ،
كأنهم أعجاز نخل خاوية ،
أما (( عاتية )) أي : عتت عليهم ،
فلم يطيقوها من شدة هبوبها .
،،،،،،،،،،،،،،ء
ومن الجدير بالذِكر :
أن (( نيكولاس كلاب )) عالم الآثار ،
هو الذي اكتشف تلك المدينة الأسطورية التي ذُكرت في القرآن الكريم ،
بعد أن حصل على :
موافقة من (( وكالة ناسا )) 1990 م ،
بتصوير المنطقة بالأقمار الصناعية ،
وقد كشف عن : نظامَ واسع
مِنْ القنواتِ والسدودِ القديمةِ ،
التي استعملت في الرَيِّ
في منطقة إرَم (( قوم عاد )) ،
والتي يقدر أنها كانت قادرة على :
توفير المياه إلى 200.000 شخصَ ،
وذلك : قبل أكثر من 4000 عام من الأن !!
أما سبب اندثار حضارة عاد :
فقط فسرته مجلة
(( A m’interesse الفرنسية )) ،
التي ذكرت أن (( مدينة إرم أو”عُبار” )) ،
قد تعرضت إلى عاصفة رملية عنيفة ،
أدت إلى غمر المدينة بالكامل ،
بطبقات من الرمال
وصل سمكها إلى 12 متر تقريباً ،
،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وهكذا ،، تمر السنييييين !!
ولم يبقى مِن الطُغاة ،، إلا الذِكرى !!
وحروف من نور في كتاب كريم ،
والأرض التي شهدت
فنون الخالق في رد المظالم والقَصااااص !!
تلك الأرض التي تُسَمّى : (( الأحقاف )) ،
وإسمها الحالي (( بحور الرمال )) ،
(( صحراء الربع الخالي )) !!
وألى هنا ينتهي هذا المقال ،
لنعود إليكم من جديد وقصة جديدة ،
مع : (( قوم ثمود وناقة صالح )) ،، .

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *