أخبار عاجلة

«إيدي بتتكلم» تأهيل وتعليم الصم وضعاف السمع

سيدة جميلة متكلمة ليس لديها إعاقة معينة تدفعها إلى أن تفكر في مؤسسة تخدم احتياجات المعاقين ولا أي مكان خدمي من الأساس، كانت تحب السفر ولديها من الأحلام ما لم تكتشفه بعد، قابلته مصادفة في أثناء دورة تدريبية، واجتمعا على حب شيء غير مألوف لا غنى عنه للتواصل،  اجتمعا على حب لغة الإشارة، هي تحب أن تؤثر في الناس، وهو يسافر كل الدنيا ليكتشف نفسه ويعرف عنهم أكثر،  تعرف إليها في أحد أنشطة الصم التي التحقت بها كعمل تطوعي مرَّنت من خلاله أطفالا على التخاطب، وقررا أن يرسما حلما جديدا وكل منهما ممسك بيد الآخر ليحققاه،  ليبدأ محمد طارق أو الشهير بـ حمادة  في تأسيس مبادرة «إيدي بتتكلم» ومعه قمر عادل، وفجأة  صارت المبادرة مركزا متكاملا لرعاية وتأهيل الصم للمهارات الحياتية، وكونا شراكة خدمية ناجحة عمرها خمس سنوات، وشراكة في الحياة، بعد أن توجت لغة الإشارة قصة حب جميلة  أبطالها قمر وحمادة وبنوتة أجمل.. إليكم تفاصيل القصة.


بعد مباردة «إيدي بتتكلم» لتعليم لغة الإشارة والاهتمام بكل ما يخص الصم وضعاف السمع وتأهيلهم، تمكن قمر وحمادة من تكوين فريق تمثيل من الصم وضعاف السمع، نال جائزة أفضل مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2016 م عن مسرحية العطر، وتوالت النجاحات فكانت مشاركتهما بعدها بعام في أغنية «تحيا مصر» من إنتاج الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، التي أبهرا بها الحضور في وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان يشاهدهم بفخر وإعجاب، فَعَلا سقف طموح قمر ومحمد ليخوضا تجربة فريدة من نوعها، حيث قدما فيلم «خطيب مراتي» في نسخته الثانية بلغة الإشارة  ليصبح أول فيلم للصم في مصر والوطن العربي.

أما عن مركز «إيدي بتتكلم» – الذي جاء اسمه من لغة الإشارة التي أصلها في اليد –  فظل هدفه تأهيل الصم وتعليم لغة الإشارة، وذلك من خلال ورش تدريبية لتطوير وتنمية المهارات والمواهب لدى الصم وضعاف السمع من الشباب من عمر ثلاث سنين إلى ٣٥ سنة. 

قمر بخلاف عملها في المركز الذي أسسته مع زوجها المهندس محمد طارق، فهي تعمل في ترجمة العديد من البرامج ونشرات الأخبار في القنوات الفضائية، وترجمت العديد من المؤتمرات التابعة للشؤن المعنوية للقوات المسلحة ووزارتي الشباب والرياضة والصحة،  وقامت بترجمة العديد من الأعمال الفنية، وأيضًا بتدريب العديد من الممثلين فى الأعمال الفنية، لم تكتف بتعليم أولادها القراءة والكتابة في المؤسسة، إنما ألحقتهم بورش تمثيل لتعلمهم فنونا مختلفة 

وكذلك قدمت ورش تخاطب وزودتها بكل مهارات تنمية الذات لكي لا يشعروا بتأخرهم أو اختلافهم عن غيرهم من الأصحاء.

قصة حب  بالكلام بلغة الإشارة
«أكثر ما شدني في زوجي اختلافه، مهندس ناجح  وأصم ورياضي حصل على أكثر من 50 ميدالية في رياضات السلة وألعاب القوى والسباحة، ويسافر كثيرا في مصر وخارجها» بتلك البداية عبرت قمر عن سعادتها بعلاقتها بزوجها محمد واختيارهما لبعضهما البعض، رزق «محمد وقمر» بمولودتهما بعد زواج دام ثلاث سنوات، فظل «محمد»  السند الذى تتكئ عليه قمر: «هو سندي في الدنيا مش بعرف آخد أي قرار في حياتي من غيره».

لم يضايق قمر أسئلة بعض المتطفلين:  كيف تتفاهم مع زوجها الأصم وكيف يتشاجران بل كان البعض يحسدها ساخرا «أكيد مرتاحة إنه مش بيزعق» تضحك وتقول لي: «المشكلة أنه بيزعق عادي» نتفاهم ببساطة وحياتنا عادية كأي زوجين، وبحكم فهمي للغة الإشارة، فيمكنني توضيح أي شيء أرغب في حكيه معه، كلمة بحبك حين يقولها إما بصوته أو بالإشارة تغمرني سعادة ورضا، وأشعر بها دائما، نتبادل كلمات الحب والغزل والمزاح أيضا مثلنا مثل أي زوجين، وابنتنا أجمل شيء حصل بيننا».

في بداية الأمر عندما صارحني حمادة بحبه لن أنكر أنني  فكرت فى كل شيء، وخِفت أن تكون العلاقة غير متكافئة، خصوصا أن عائلته من الصم، وخاف هو أيضا خصوصا حين حذره أصدقاؤه من الارتباط بي اعتقادا منهم أن زوجة تتكلم، ستتركه بعد فترة بسبب ظروفه، رفضوا ارتباطنا، وصممنا نحن، وبعد ثلاث سنوات تأكدنا أنه يمكننا عيش حياتنا كما نحبها، حمادة أول من علمني الترجمة الفورية وهي أصعب من لغة الإشارة، أحبه جدا وكنت متأكدة أنه إذا أراد الله أن ننجب أبناء سيحبونه أكثر مني، وعندما أنجبنا ابنتنا وعلم أهله أنها متكلمة فرحوا بها جدا،  يعتقد محمد أنني السند ولكن فى الحقيقة هو السند والظهر، وأنا لا أستطيع أن أتخذ أي قرار في حياتي من دونه».

طاقة نور
أما محمد المهندس المعماري النشط الذي سافر حول العالم في دول كثيرة، فقد تعلم التصوير الفوتوغرافي، وتم اختياره ممثلًا عن مصر في الجابون 2018 لعرض التنورة، ثم متحدثًا في إحدى الفعاليات الدولية في لبنان في  العام نفسه، ليصبح مترجما للصم المشاركين في منتدى شباب العالم في نسخته الأخيرة، بعدما أسسا المبادرة، تجولا في محافظات مصر معا، يزرعان الطموح والأمل في الصم عن طريق تقديم عروض مجانية، وتعليمهم حرفًا أو برامج المونتاچ والتصميم الإلكترونية، أو يبحثان عن الموهوبين منهم في الأداء المسرحي والتمثيل والرسم حتى أصبحت المبادرة طاقة نور، نجحت في تقديم أعمال فنية برؤية جديدة.
سألت قمر عن حلمها، قالت: «نفسي محمد يبقى أحسن مهندس ويكون ممثلا مميزا هو يستاهل فعلا، ونفسي صوتنا وإيدنا توصل لكل حتة في الدنيا نقول لكل أصم وضعيف السمع إحنا معاك.. إحنا صوتك».

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *